الظافر من بنى أمية وهو سليمان بن الحكم بن سليمان بن عبد الرحمن الملقب بالناصر، خرج عليه علي بن حميد بن ميمون بن أحمد بن علي بن عبد الله بن عمر بن إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام، فقتله، وأزال ملكه.
وملك قرطبه دار ملك بنى أمية، ويلقب بالناصر. ثم قام بعده أخوه القاسم بن حمود، ويلقب بالمعتلى، فنحن قتلناكم وأزلنا ملككم في المشرق والمغرب، ونحن لكم على الرصد (1) حيث كنتم، اتبعناكم فقتلناكم وشردناكم كل مشرد، والفخر للغالب على المغلوب، بهذا قضت الأمم قاطبة.
قالوا: ولنا من أفراد الرجال من ليس لكم مثله، منا يحيى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، كان شجاعا جريئا (2) وهو الذي ولي الموصل لأخيه السفاح فاستعرض أهلها حتى ساخت (3) الاقدام في الدم.
ومنا يعقوب بن إبراهيم بن عيسى بن أبي جعفر المنصور، كان شاعرا فصيحا، وهو المعروف بأبي الأسباط، ومنا محمد وجعفر ابنا سليمان بن علي، كانا أعظم من ملوك بنى أمية، وأجل قدرا وأكثر أموالا ومكانا عند الناس. وأهدى محمد بن سليمان من البصرة إلى الخيزران مائة وصيفة في يد كل واحدة منهن جام (4) من ذهب وزنه ألف مثقال، مملوء مسكا، وكان لجعفر بن سليمان ألفا عبد من السودان خاصة، فكم يكون ليت شعري غيرهم من البيض ومن الإماء، وما رئي جعفر بن سليمان راكبا قط إلا ظن أنه الخليفة.
ومن رجالنا محمد بن السفاح، كان جوادا أيدا شديد البطش، قالوا: ما رئي أخوان