عندنا، وليس لك ولأصحابك عندي إلا السيف. والذي لا إله إلا هو لأطلبن قتلة عثمان أين كانوا، وحيث كانوا، حتى أقتلهم أو تلتحق روحي بالله.
فأما ما لا تزال تمن به من سابقتك وجهادك فإني وجدت الله سبحانه يقول:
﴿يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للايمان إن كنتم صادقين﴾ (١). ولو نظرت في حال نفسك لوجدتها أشد الأنفس امتنانا على الله بعملها، وإذا كان الامتنان على السائل يبطل أجر الصدقة، فالامتنان على الله يبطل أجر الجهاد، ويجعله ﴿كصفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شئ مما كسبوا والله لا يهدى القوم الكافرين﴾ (2).
قال النقيب أبو جعفر: فلما وصل هذا الكتاب إلى علي عليه السلام مع أبي أمامة الباهلي، كلم أبا أمامة بنحو مما كلم به أبا مسلم الخولاني، وكتب معه هذا الجواب.
قال النقيب: وفي كتاب معاوية هذا ذكر لفظ الجمل المخشوش أو الفحل المخشوش، لا في الكتاب الواصل مع أبي مسلم، وليس في ذلك هذه اللفظة، وإنما فيه: " حسدت الخلفاء وبغيت عليهم، عرفنا ذلك من نظرك الشزر (3)، وقولك الهجر (4)، وتنفسك الصعداء، وإبطائك عن الخلفاء ".
قال: وإنما كثير من الناس لا يعرفون الكتابين، والمشهور عندهم كتاب أبى مسلم فيجعلون هذه اللفظة فيه، والصحيح أنها في كتاب أبي أمامة ألا تراها عادت