ديني ودين آبائي وما كانوا عليه، ولكن والله لا يخلص (1) إليك شئ تكرهه ما بقيت فزعموا (2) إنه قال لعلي: أي بنى، ما هذا الذي تصنع قال: يا أبتاه، آمنت بالله ورسوله وصدقته فيما جاء به، وصليت إليه، واتبعت قول نبيه. فزعموا أنه قال له: اما إنه لا يدعوك - أو لن يدعوك - إلا إلى خير، فألزمه.
قال ابن إسحاق: ثم أسلم زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وآله، فكان أول من أسلم، وصلى معه بعد علي بن أبي طالب عليه السلام.
ثم أسلم أبو بكر بن أبي قحافة، فكان ثالثا لهما، ثم أسلم عثمان بن عفان، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن، وسعد بن أبي وقاص، فصاروا ثمانية، فهم الثمانية الذين سبقوا الناس إلى الاسلام بمكة، ثم أسلم بعد هؤلاء الثمانية أبو عبيدة بن الجراح وأبو سلمة بن عبد الأسد وأرقم بن أبي أرقم، ثم انتشر الاسلام بمكة، وفشا ذكره، وتحدث الناس به، وأمر الله رسوله أن يصدع بما أمر به، فكانت مدة إخفاء رسول الله صلى الله عليه وآله نفسه وشأنه إلى أن أمر بإظهار الدين ثلاث سنين فيما بلغني (3).
قال محمد بن إسحاق: ولم تكن قريش تنكر أمره حينئذ كل الانكار، حتى ذكر آلهتهم وعابها، فأعظموا ذلك وأنكروه، وأجمعوا على عداوته وخلافه، وحدب عليه عمه أبو طالب فمنعه، وقام دونه حتى مضى مظهرا لأمر الله لا يرده عنه شئ. قال: فلما رأت قريش محاماة أبى طالب عنه وقيامه دونه، وامتناعه من أن يسلمه، مشى إليه رجال من أشراف قريش، منهم عتبة بن ربيعة، وشيبة أخوه، وأبو سفيان بن حرب، وأبو البختري بن هشام، والأسود بن المطلب، والوليد بن المغيرة، وأبو جهل عمرو بن هشام،