شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٤ - الصفحة ٥١
والله يعلم كل شئ قبل وجوده، وإنما معناه حتى نعلم جهادهم موجودا، وليست هذه الكلمة من الآية بسبيل لتجعل مثالا لها، ولكن الراوندي يتكلم بكل ما يخطر له من غير أن يميز ما يقول.
وتقول أدلى فلان بحجته، أي احتج بها، وفلان مدل برحمه، أي مت بها وأدلى بماله إلى الحاكم دفعه إليه ليجعله وسيلة إلى قضاء حاجته منه، فأما الشفاعة فلا يقال فيها (أدليت)، ولكن (دلوت بفلان) أي استشفعت به، وقال عمر: لما استسقى بالعباس رحمه الله (اللهم إنا نتقرب إليك بعم نبيك وقفية آبائه، وكبر رجاله، دلونا به إليك مستشفعين) (1).
قوله عليه السلام (فلم أره يسعني) أي لم أر انه يحل لي دفعهم إليك والضمير في (أره) ضمير الشأن والقصة، و (أره) من الرأي، لا من الرؤية، كقولك لم أر الرأي الفلاني.
ونزع فلان عن كذا، أي فارقه وتركه، ينزع بالكسر، والغي الجهل والضلال.
والشقاق الخلاف.
الوجدان مصدر وجدت كذا، أي أصبته والزور الزائر.
واللقيان مصدر لقيت، تقول لقيته لقاء ولقيانا.
ثم قال: (والسلام لأهله) لم يستجز في الدين أن يقول له (والسلام عليك) لأنه عنده فاسق لا يجوز إكرامه، فقال (والسلام لأهله) أي على أهله.
ويجب أن نتكلم في هذا الفصل في مواضع منها ذكر ما جاء في السيرة من إجلاب قريش على رسول الله صلى الله عليه وآله وبنى هاشم وحصرهم في الشعب.

(1) الفائق 2: 366. قفية آبائه: تلوهم. وكبر قومه أقعدهم في النسب.
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة 6
2 أخبار على عند مسيره إلى البصرة ورسله إلى الكوفة 8
3 فصل في نسب عائشة وأخبارها 21
4 2 - ومن كتاب له عليه السلام بعد فتح البصرة 26
5 3 - من كتاب له عليه السلام لشريح بن الحارث قاضيه 27
6 نسب شريح وذكر بعض أخباره 28
7 4 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض أمراء جيشه 32
8 5 - من كتاب له عليه السلام إلى الأشعث بن قيس وهو عامل أذربيجان 33
9 6 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 35
10 جرير بن عبد الله البجلي عند معاوية 38
11 7 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 41
12 8 - من كتاب له عليه السلام إلى جرير بن عبد الله البجلي لما أرسله إلى معاوية 45
13 9 - ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 47
14 إجلاب قريش على بني هاشم وحصرهم في الشعب 52
15 القول في المؤمنين والكافرين من بني هاشم 64
16 اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب 65
17 قصة غزوة بدر 84
18 القول في نزول الملائكة يوم بدر ومحاربتها المشركين 157
19 القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة 165
20 القول في تفصيل أسماء أسارى بدر ومن أسرهم 199
21 القول في المطعمين في بدر من المشركين 205
22 القول فيمن قتل ببدر من المشركين وأسماء قاتليهم 208
23 القول فيمن شهد بدرا من المسلمين 212
24 قصة غزوة أحد 213