لابنه قاتل سيده فقلت لا، ولكن ابنه قاتل عبده، فقالت والله لا أبيعك شيئا أبدا، فقلت أنا والله لا أشتري منك أبدا، فوالله ما هو بطيب ولا عرف، والله يا بنى ما شممت عطرا قط كان أطيب منه، ولكني يا بنى غضبت (1).
قال الواقدي: فلما وضعت الحرب أوزارها، أمر رسول الله صلى الله عليه وآله أن يلتمس أبو جهل، قال ابن مسعود: فوجدته في آخر رمق، فوضعت رجلي على عنقه، فقلت الحمد لله الذي أخزاك قال: إنما أخزى الله العبد ابن أم عبد لقد ارتقيت يا رويعي الغنم مرتقا صعبا لمن الدبرة قلت لله ولرسوله، قال ابن مسعود: فأقلع بيضته عن قفاه، وقلت: إني قاتلك قال: لست بأول عبد قتل سيده، أما إن شد ما لقيته اليوم لقتلك إياي، ألا يكون ولى قتلى رجل من الاحلاف أو من المطيبين قال: فضربه عبد الله ضربة وقع رأسه بين يديه، ثم سلبه وأقبل بسلاحه ودرعه وبيضته، فوضعها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال أبشر يا نبي الله بقتل عدو الله أبى جهل فقال رسول الله أ حقا يا عبد الله فوالذي نفسي بيده لهو أحب إلى من حمر النعم أو كما قال ثم قال: انه أصابه جحش (2) من دفع دفعته في مأدبة ابن جدعان، فجحشت ركبته فالتمسوه فوجدوا ذلك الأثر (3).
قال الواقدي: وروى أن أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي كان عند النبي صلى الله عليه وآله تلك الساعة، فوجد في نفسه، واقبل على ابن مسعود، وقال: أنت قتلته قال:
نعم، الله قتله قال أبو سلمة: أنت وليت قتله قال: نعم، قال: لو شاء لجعلك في كمه فقال ابن مسعود فقد والله قتلته وجردته، فقال أبو سلمة: فما علامته قال: شامة سوداء ببطن فخذه اليمنى، فعرف أبو سلمة النعت، فقال: أجردته، ولم يجرد قرشي غيره فقال