شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٤ - الصفحة ١٣٩
الكرش قال: وفي يدي عنزة (1) فأطعن بها في عينه ووقع، وأطأه برجلي على خده، حتى أخرجت العنزة متعقفة، وأخرجت حدقته، وأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله تلك العنزة، فكانت تحمل بين يديه، ثم صارت تحمل بين يدي أبى بكر وعمر وعثمان (2).
قال الواقدي: وأقبل عاصم بن أبي عوف بن صبيرة السهمي، لما جال الناس واختلطوا، وكأنه ذئب، وهو يقول يا معشر قريش، عليكم بالقاطع مفرق الجماعة، الآتي بما لا يعرف، محمد، لا نجوت إن نجا ويعترضه أبو دجانة، فاختلفا ضربتين، ويضربه أبو دجانة فقتله، ووقف على سلبه يسلبه، فمر به عمر بن الخطاب، فقال دع سلبه حتى يجهض (3) العدو، أنا اشهد لك به (4).
قال الواقدي: ويقبل معبد بن وهب، أحد بنى عامر بن لؤي، فضرب أبا دجانة ضربة برك منها أبو دجانة كما يبرك الجمل، ثم انتهض، وأقبل على معبد، فضربه ضربات لم يصنع سيفه شيئا، حتى يقع معبد بحفرة أمامه لا يراها، ونزل أبو دجانة عليه، فذبحه ذبحا، وأخذ سلبه.
قال الواقدي: ولما كان يومئذ، ورأت بنو مخزوم مقتل من قتل قالت أبو الحكم لا يخلص إليه، فان ابني ربيعة عجلا وبطرا ولم تحام عنهما (6) عشيرتهما فاجتمعت بنو مخزوم، فأحدقوا به، فجعلوه [في] (7) مثل الحرجة، وأجمعوا أن يلبسوا لامة أبى جهل رجلا منهم، فألبسوها عبد الله بن المنذر بن أبي رفاعة، فصمد له علي عليه السلام، فقتله وهو يراه أبا جهل، ومضى عنه وهو يقول أنا ابن عبد المطلب ثم ألبسوها أبا قيس بن

(1) العنزة: شبيه العكازة، أطول من العصا وأقصر من الرمح، لها زج من أسفلها.
(2) مغازي الواقدي 80.
(3) ا والواقدي: (نجهض).
(4) مغازي الواقدي 81.
(5) مغازي الواقدي 80، 81.
(6) كذا في ا، وفي ب والواقدي: (عليهما).
(7) من الواقدي.
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»
الفهرست