شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٤ - الصفحة ١٢٤
كأنهم الحصا تحت الحجف (1)، ثم قال: أخشى أن يكون لهم كمين أو مدد، فصوب في الوادي ثم صعد، ثم رجع إليهم، فقال لا كمين ولا مدد فروا رأيكم (2).
قال الواقدي: ولما سمع حكيم بن حزام ما قال عمير بن وهب، مشى في الناس، فأتى عتبة بن ربيعة، فقال يا أبا الوليد، أنت كبير قريش وسيدها والمطاع فيها، فهل لك ألا تزال تذكر فيها بخير آخر الدهر، مع ما فعلت يوم عكاظ وعتبة يومئذ رئيس الناس، فقال: وما ذاك يا أبا خالد قال: ترجع بالناس، وتحمل دم حليفك، وما أصابه محمد من تلك العير ببطن نخلة، إنكم لا تطلبون من محمد شيئا غير هذا الدم والعير فقال عتبة: قد فعلت، وأنت على بذلك ثم جلس عتبة على جمله، فسار في المشركين من قريش يقول: يا قوم أطيعوني، ولا تقاتلوا هذا الرجل وأصحابه، واعصبوا هذا الامر برأسي، واجعلوا جبنها (3) في، فان منهم رجالا قرابتهم قريبة، ولا يزال الرجل منكم ينظر إلى قاتل أبيه وأخيه فيورث ذلك بينكم شحناء وأضغانا، ولن تخلصوا إلى قتلهم حتى يصيبوا منكم عددهم، مع إنه لا آمن أن تكون الدائرة عليكم، وأنتم لا تطلبون إلا دم القتيل منكم، والعير التي أصيبت، وأنا أحتمل ذلك، وهو على، يا قوم إن يك محمد كاذبا يكفيكموه ذؤبان العرب، وإن يك ملكا كنتم في ملك ابن أخيكم، وإن يك نبيا كنتم أسعد الناس به يا قوم لا تردوا نصيحتي، ولا تسفهوا رأيي فحسده أبو جهل حين سمع خطبته، وقال: إن يرجع الناس عن خطبة عتبة يكن سيد الجماعة، وكان عتبة أنطق الناس، وأطولهم لسانا، وأجملهم جمالا، ثم قال عتبة لهم:
أنشدكم الله في هذه الوجوه التي كأنها المصابيح، أن تجعلوها أندادا لهذه الوجوه التي كأنها وجوه الحيات فلما فرغ عتبة من كلامه قال أبو جهل: إن عتبة يشير عليكم بهذا

(1) الحجف: التروس.
(2) مغازي الواقدي 57، 58.
(3) في الأصول: (حينها)، وأثبت ما في الواقدي.
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة 6
2 أخبار على عند مسيره إلى البصرة ورسله إلى الكوفة 8
3 فصل في نسب عائشة وأخبارها 21
4 2 - ومن كتاب له عليه السلام بعد فتح البصرة 26
5 3 - من كتاب له عليه السلام لشريح بن الحارث قاضيه 27
6 نسب شريح وذكر بعض أخباره 28
7 4 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض أمراء جيشه 32
8 5 - من كتاب له عليه السلام إلى الأشعث بن قيس وهو عامل أذربيجان 33
9 6 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 35
10 جرير بن عبد الله البجلي عند معاوية 38
11 7 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 41
12 8 - من كتاب له عليه السلام إلى جرير بن عبد الله البجلي لما أرسله إلى معاوية 45
13 9 - ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 47
14 إجلاب قريش على بني هاشم وحصرهم في الشعب 52
15 القول في المؤمنين والكافرين من بني هاشم 64
16 اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب 65
17 قصة غزوة بدر 84
18 القول في نزول الملائكة يوم بدر ومحاربتها المشركين 157
19 القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة 165
20 القول في تفصيل أسماء أسارى بدر ومن أسرهم 199
21 القول في المطعمين في بدر من المشركين 205
22 القول فيمن قتل ببدر من المشركين وأسماء قاتليهم 208
23 القول فيمن شهد بدرا من المسلمين 212
24 قصة غزوة أحد 213