لان محمدا ابن عمه، وهو يكره أن يقتل ابنه وابن عمه، امتلأ والله سحرك يا عتبة وجبنت حين التقت حلقتا البطان (1). الان تخذل بيننا وتأمرنا بالرجوع لا والله لا نرجع حتى يحكم الله بيننا وبين محمد فغضب عتبة، فقال يا مصفرا أسته، ستعلم أينا أجبن والام وستعلم قريش من الجبان المفسد لقومه وأنشد هذاي وأمرت أمري * فبشرى بالثكل أم عمرو (2) قال الواقدي: وذهب أبو جهل إلى عامر بن الحضرمي، أخي عمرو بن الحضرمي المقتول بنخلة، فقال له هذا حليفك - يعنى عتبة - يريد أن يرجع بالناس، وقد رأيت ثارك بعينك، وتخذل بين الناس قد تحمل دم أخيك، وزعم أنك قابل الدية، ألا تستحي تقبل الدية وقد قدرت على قاتل أخيك قم فأنشد خفرتك، فقام عامر بن الحضرمي فاكتشف (3)، ثم حثا على أسته التراب، وصرخ وا عمراه يخزي بذلك عتبة، لأنه حليفه من بين قريش، فأفسد على الناس الرأي الذي دعاهم إليه عتبة، وحلف عامر لا يرجع حتى يقتل من أصحاب محمد وقال أبو جهل لعمير بن وهب: حرش بين الناس، فحمل عمير فناوش المسلمين، لان ينفض الصف، فثبت المسلمون على صفهم، ولم يزولوا، وتقدم ابن الحضرمي فشد على القوم، فنشبت الحرب (4)..
قال الواقدي: فروى نافع بن جبير عن حكيم بن حزام، قال: لما أفسد الرأي أبو جهل على الناس، وحرش بينهم عامر بن الحضرمي فأقحم فرسه، كان أول من خرج إليه من المسلمين مهجع مولى عمر بن الخطاب، فقتله عامر، وكان أول قتيل قتل من الأنصار حارثة ابن سراقة، قتله حيان بن العرقة (5).
قال الواقدي: وقال عمر بن الخطاب في مجلس ولايته: يا عمير بن وهب، أنت