شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ٢٥١
والفرث عليه، وكانوا يؤذون عليا عليه السلام كأذاه، ويجتهدون في غمه ويستهزئون به، وما كان لأبي بكر قرابة تؤذيه كقرابة على ولما كان بين على، وبين النبي صلى الله عليه وآله من الاتحاد والألف والاتفاق، أحجم المنافقون بالمدينة عن أذى رسول الله صلى الله عليه وآله خوفا من سيفه، ولأنه صاحب الدار والجيش، وأمره مطاع، وقوله نافذ، فخافوا على دمائهم منه، فاتقوه، وأمسكوا عن اظهار بغضه، وأظهروا بغض علي عليه السلام وشنآنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله في حقه في الخبر الذي روى في جميع الصحاح (لا يحبك الا مؤمن، ولا يبغضك الا منافق) وقال كثير من اعلام الصحابة - كما روى في الخبر المشهور بين المحدثين (ما كنا نعرف المنافقين الا ببغض على ابن أبي طالب) وأين كان ظهر أبى طالب عن جعفر، وقد أزعجه الأذى عن وطنه، حتى هاجر إلى بلاد الحبشة وركب البحر، أيتوهم الجاحظ أن أبا طالب نصر عليا، وخذل جعفرا.
قال الجاحظ ولأبي بكر فضيلة في اسلامه انه كان قبل اسلامه كثير الصديق، عريض الجاه، ذا يسار وغنى، يعظم لماله، ويستفاد من رأيه، فخرج من عز الغنى وكثرة الصديق إلى ذل الفاقة وعجز الوحدة، وهذا غير اسلام من لا حراك به، ولا عز له، تابع غير متبوع، لان من أشد ما يبتلى الكريم به، السب بعد التحية، والضرب بعد الهيبة، والعسر بعد اليسر. ثم كان أبو بكر دعية من دعاة الرسول، وكان يتلوه في جميع أحواله، فكان الخوف إليه أشد، والمكروه نحوه أسرع، وكان ممن تحسن مطالبته، ولا يستحيى من ادراك الثار عنده، لنباهته، وبعد ذكره، والحدث الصغير يزدري ويحتقر لصغر سنه وخمول ذكره (1).

(١) العثمانية 25، 26، مع تصرف واختصار.
(٢٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317