شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ٢٥٠
أهل العلم ذكروا انه لما كان صغيرا جعلته أمه في سرب لم يطلع عليه أحد، فلما نشأ ودرج وعقل قال لامه من ربى قالت أبوك، قال فمن رب أبى فزبرته ونهرته، إلى أن طلع من شق السرب، فرأى كوكبا، فقال هذا ربى فلما أفل قال لا أحب الآفلين، فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربى، فلما أفل قال لئن لم يهدني ربى لأكونن من القوم الضالين، فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربى هذا أكبر، فلما أفلت قال يا قوم انى برئ مما تشركون، انى وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا، وما انا من المشركين، وفى ذلك يقول الله جل ثناؤه ﴿وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين﴾ (١) وعلى هذا كان اسلام الصديق الأكبر عليه السلام، لسنا نقول إنه كان مساويا له في الفضيلة، ولكن كان مقتديا بطريقه على ما قال الله تعالى ﴿إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولى المؤمنين﴾ (2). واما اعتلال الجاحظ بان له ظهرا كأبي طالب وردءا كبني هاشم، فإنه يوجب عليه أن تكون محنة أبى بكر وبلال ثوابهما وفضل اسلامهما أعظم مما لرسول الله صلى الله عليه وآله، لان أبا طالب ظهره وبنى هاشم ردؤه، وحسبك جهلا من معاند لم يستطع حط قدر علي عليه السلام الا بحطه من قدر رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يكن أحد أشد على رسول الله صلى الله عليه وآله من قراباته، الأدنى منهم فالأدنى، كأبي لهب عمه وامرأة أبى لهب، وهي أم جميل بنت حرب بن أمية وإحدى أولاد عبد مناف، ثم ما كان من عقبة بن أبي معيط، وهو ابن عمه، وما كان من النضر بن الحارث، وهو من بنى عبد الدار بن قصي، وهو ابن عمه أيضا، وغير هؤلاء ممن يطول تعداده، وكلهم كان يطرح الأذى في طريقه، وينقل اخباره، ويرميه بالحجارة، ويرمى الكرش

(٢٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317