شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ٢٧
[ذكر طرف من سيره النبي عليه السلام عند موته] فاما وفاه رسول الله صلى الله عليه وآله وما ذكره أرباب السيرة فيها فقد ذكرنا طرفا منه فيما تقدم; ونذكر ها هنا طرفا آخر مما أورده أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في تاريخه.
قال أبو جعفر: روى أبو مويهبة (1) مولى رسول الله صلى الله عليه وآله، قال:
أرسل (2) إلى رسول الله صلى الله عليه وآله في جوف الليل، فقال: " يا أبا مويهبة انى قد أمرت أن استغفر لأهل البقيع، فانطلق معي " فانطلقت معه، فلما وقف بين أظهرهم، قال: " السلام عليكم يا أهل المقابر، ليهن لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم، يتبع آخرها أولها، الآخرة شر من الأولى " ثم اقبل على فقال: " يا أبا مويهبة انى قد أوهبت (3) مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها والجنة (4)، فخيرت بينها وبين الجنة، فاخترت الجنة "، فقلت: بأبي أنت وأمي فخذ مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها والجنة جميعا، فقال: " لا يا أبا مويهبة، اخترت لقاء ربى " ثم استغفر لأهل البقيع وانصرف، فبدا بوجعه الذي قبضه الله فيه (5).
وروى محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عائشة، قالت: رجع رسول الله صلى الله عليه وآله تلك الليلة من البقيع، فوجدني وانا أجد صداعا في رأسي، وأقول: وا رأساه فقال: بل انا وا رأساه ثم قال: " ما ضرك لو مت قبلي، فقمت عليك فكفنتك، وصليت عليك ودفنتك " فقلت: والله لكأني

(١) ذكره الطبري ١: ١٧٨٠ (طبع أوروبا). في موالي رسول الله صلى الله عليه وآله. وقال:
" قيل إنه كان من مولدي مزينة، فاشتراه رسول الله صلى الله عليه وآله فأعتقه ".
(٢) الطبري: " بعثني ".
(٣) الطبري: " أتيت ".
(٤) الطبري: " ثم الجنة ".
(٥) تاريخ الطبري ١: ١٧٩٩، 1800
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317