شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ٥١
إن يصدقوك يخبروك بأننا * نحمي الحقيقة كل يوم مصاع (1) ندعو إلى التقوى ونرعى أهلها * برعاية المأمون لا المضياع ونسن للأعداء كل مثقف * لدن وكل مشطب قطاع (2) وقال عدى بن حاتم الطائي:
أقول لما أن رأيت المعمعه * واجتمع الجندان وسط البلقعه هذا علي والهدى حقا معه * يا رب فاحفظه ولا تضيعه فإنه يخشاك رب فارفعه * ومن أراد عيبه فضعضعه * أو كاده بالبغي منك فاقمعه * وقال النعمان بن جعلان الأنصاري:
سائل بصفين عنا عند غدوتنا * أم كيف كنا إلى العلياء نبتدر (3)!
وسل غداة لقينا الأزد قاطبة * يوم البصيرة لما استجمعت مضر لولا الاله وعفو من أبى حسن * عنهم، وما زال منه العفو ينتظر (4) لما تداعت لهم بالمصر داعية * إلا الكلاب، وإلا الشاء والحمر كم مقعص قد تركناه بمقفرة * تعوي السباع عليه وهو منعفر (5) ما إن يؤوب ولا ترجوه أسرته * إلى القيامة حتى ينفخ الصور (6) قال عمرو بن الحمق الخزاعي:

(1) المصاع: المجالدة والقتال. وفي صفين: " عند كل مصاع ".
(2) سيف مشطب: فيه شطب، وهي الخطوط والطرائق.
(3) صفين: " وكيف كنا غداة المحك نبتدر ".
(4) البيت في صفين:
لولا الاله وقوم قد عرفتهم * فيهم عفاف، وما يأتي به القدر (5) المقعص: المقتول بمكانه، أو المجهز عليه.
(6) صفين: " ما إن تراه ولا يبكى علانية ".
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»
الفهرست