شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ٤٧
أضربكم ولا أرى أبا حسن (1) * كفى بهذا حزنا من الحزن!
فضحك علي عليه السلام، وقال إنه لكاذب، وإنه بمكاني لعالم، كما قال العربي:
" غير الوهى ترقعين وأنت مبصرة "، ويحكم! أروني مكانه، لله أبوكم، وخلاكم ذم!
وقال محمد بن عمرو بن العاص:
لو شهدت جمل مقامي ومشهدي (2) * بصفين يوما شاب منها الذوائب غداة غدا أهل العراق كأنهم * من البحر موج لجه متراكب وجئناهم نمشي صفوفا كأننا * سحاب خريف صففته الجنائب فطارت إلينا بالرماح كماتهم * وطرنا إليهم والسيوف قواضب فدارت رحانا واستدارت رحاهم * سراة نهار ما تولى المناكب إذا قلت يوما قد ونوا برزت لنا * كتائب منهم وارحجنت كتائب وقالوا نرى من رأينا أن تبايعوا * عليا، فقلنا بل نرى أن نضاربا (3) فأبنا وقد أردوا سراة رجالنا (4) * وليس لما لاقوا سوى الله حاسب فلم أر يوما كان أكثر باكيا * ولا عارضا منهم كميا يكالب كأن تلألئ البيض فينا وفيهم * تلألؤ برق في تهامة ثاقب (5)

(1) بعده في صفين:
* أعني عليا وابن عم المؤتمن * (2) صفين: " وموقفي ".
(3) في البيت إقواء.
(4) صفين: " نالوا سراة رجالنا ".
(5) في صفين: " فرد عليه محمد بن علي بن أبي طالب:
لو شهدت جمل مقامك أبصرت * مقام لئيم وسط تلك الكتائب أتذكر يوما لم يكن لك فخره * وقد ظهرت فيها عليك الجلائب وأعطيتمونا ما نقمتم أذلة * على غير تقوى الله والدين واصب
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 3
2 عود إلى أخبار صفين 9
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 103
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 109
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 112
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 113
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 119
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 125
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 126
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 218
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 244
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 246
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 252
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 263
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 268
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 272
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 276
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 296
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 298
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 301
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 303