شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ٦٢
فلو لقيني والله لما عظم عنى، ولا صغرت عنه، وإن أحب أن أجمع بينه وبين على فعلت.
وأما قولك " إني رأس أهل العراق، وسيد أهل اليمن "، فإن الرأس المتبع والسيد المطاع، هو علي بن أبي طالب وأما ما سلف من عثمان إلى، فوالله ما زادني صهره شرفا، ولا عمله عزا. وأما عيبك أصحابي فإنه لا يقربك منى ولا يباعدني عنهم، وأما محاماتي عن أهل العراق، فمن نزل بيتا حماه، وأما البقية فلستم بأحوج إليها منا، وسنرى رأينا فيها.
فلما عاد عتبه إلى معاوية وأبلغه قوله قال له لا تلقه بعدها فإن الرجل عظيم عند نفسه وإن كان قد جنح للسلم وشاع في أهل العراق ما قاله عتبه للأشعث وما رده الأشعث عليه فقال النجاشي يمدحه:
يا بن قيس وحارث ويزيد * أنت والله رأس أهل العراق أنت والله حية تنفث السم قليل منها غناء الراقي (1) أنت كالشمس والرجال نجوم * لا يرى ضوءها مع الاشراق قد حميت العراق بالأسل السمر * وبالبيض كالبروق الرقاق وسعرت القتال في الشام بالبيض * المواضي وبالرماح الدقاق لا ترى غير أذرع وأكف * ورؤوس بهامها أفلاق (2) كلما قلت قد تصرمت الهيجا * سقيتهم بكأس دهاق قد قضيت الذي عليك من الحق * وسارت به القلاس المناقى (3) أنت حلو لمن تقرب بالود * وللشانئين مر المذاق بئسما ظنه ابن هند ومن مثلك في الناس عند ضيق الخناق

(1) صفين: " قليل فيها " (2) أفلاق: جمع فلق وهو المكسور (3) المناقى: النياق السمينة، جمع منقية
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 3
2 عود إلى أخبار صفين 9
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 103
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 109
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 112
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 113
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 119
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 125
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 126
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 218
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 244
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 246
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 252
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 263
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 268
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 272
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 276
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 296
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 298
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 301
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 303