فلو لقيني والله لما عظم عنى، ولا صغرت عنه، وإن أحب أن أجمع بينه وبين على فعلت.
وأما قولك " إني رأس أهل العراق، وسيد أهل اليمن "، فإن الرأس المتبع والسيد المطاع، هو علي بن أبي طالب وأما ما سلف من عثمان إلى، فوالله ما زادني صهره شرفا، ولا عمله عزا. وأما عيبك أصحابي فإنه لا يقربك منى ولا يباعدني عنهم، وأما محاماتي عن أهل العراق، فمن نزل بيتا حماه، وأما البقية فلستم بأحوج إليها منا، وسنرى رأينا فيها.
فلما عاد عتبه إلى معاوية وأبلغه قوله قال له لا تلقه بعدها فإن الرجل عظيم عند نفسه وإن كان قد جنح للسلم وشاع في أهل العراق ما قاله عتبه للأشعث وما رده الأشعث عليه فقال النجاشي يمدحه:
يا بن قيس وحارث ويزيد * أنت والله رأس أهل العراق أنت والله حية تنفث السم قليل منها غناء الراقي (1) أنت كالشمس والرجال نجوم * لا يرى ضوءها مع الاشراق قد حميت العراق بالأسل السمر * وبالبيض كالبروق الرقاق وسعرت القتال في الشام بالبيض * المواضي وبالرماح الدقاق لا ترى غير أذرع وأكف * ورؤوس بهامها أفلاق (2) كلما قلت قد تصرمت الهيجا * سقيتهم بكأس دهاق قد قضيت الذي عليك من الحق * وسارت به القلاس المناقى (3) أنت حلو لمن تقرب بالود * وللشانئين مر المذاق بئسما ظنه ابن هند ومن مثلك في الناس عند ضيق الخناق