شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ٥٢
تقول عرسي لما أن رأت أرقي * ماذا يهيجك من أصحاب صفينا!
ألست في عصبة يهدى الاله بهم * لا يظلمون، ولا بغيا يريدونا فقلت إني على ما كان من رشد (1) * أخشى عواقب أمر سوف يأتينا إدالة القوم في أمر يراد بنا * فاقني حياء وكفى ما تقولينا (2) وقال حجر بن عدي الكندي:
يا ربنا سلم لنا عليا * سلم لنا المهذب التقيا (3) المؤمن المسترشد الرضيا * واجعله هادي أمة مهديا واحفظه رب حفظك النبيا * لا خطل الرأي ولا غبيا (4) فإنه كان لنا وليا * ثم ارتضيه بعده وصيا (5) قال نصر: وحدثنا عمر بن سعد، عن الشعبي، قال: قال الأحنف بن قيس في صفين لأصحابه: هلكت العرب! قالوا له: وإن غلبنا يا أبا بحر؟ قال: نعم، قالوا: وإن غلبنا؟ قال: نعم، قالوا: والله ما جعلت لنا مخرجا. فقال الأحنف: إنا إن غلبناهم لم نترك بالشام رئيسا إلا ضربنا عنقه وإن غلبونا لم يعرج بعدها رئيس عن معصية الله أبدا.
قال نصر: وحدثنا عمر بن سعد، عن الشعبي، قال: ذكر معاوية يوما صفين بعد عام الجماعة، وتسليم الحسن عليه السلام الامر إليه، فقال للوليد بن عقبة: أي بنى عمك

(1) صفين: " من سدر ".
(2) أقنى حياء، أي الزمي الحياء.
(3) د صفين: " النقيا ".
(4) في الأصول: " بغيا "، وما أثبته من صفين.
(5) صفين 440.
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... » »»
الفهرست