شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ٢٨٢
وهذا البيت حسن الصنعة لأنه قد جمع بين التجنيس الناقص وبين المقلوب، وهو أرماح، وأرحام.
ومنها أن تكون الألفاظ مختلفه في الوزن والتركيب بحرف واحد، كقوله تعالى:
﴿والتفت الساق بالساق، إلى ربك يومئذ المساق﴾ (١)، وكقوله تعالى: ﴿وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا﴾ (2)، وكقول النبي صلى الله عليه وآله: " المسلم من سلم الناس من لسانه ويده ". وقول بعضهم: الصديق لا يحاسب، والعدو لا يحتسب له، هكذا ذكر ابن الأثير هذه الأمثلة.
قال: ومن هذا القسم قول أبى تمام:
أيام تدمى عينه تلك الدمى * حسنا وتقمر لبه الأقمار (3) بيض فهن إذا رمقن سوافرا * صور وهن إذا رمقن صوار (4) وكذلك قوله أيضا:
بدر أطاعت فيك بادرة النوى * ولعا وشمس أولعت بشماس (5) قوله أيضا:
جهلوا فلم يستكثروا من طاعة * معروفة بعمارة الأعمار (6) وقوله أيضا:
إن الرماح إذا غرسن بمشهد * فجنى العوالي في ذراه معال (7)

(١) سورة القيامة ٢٩، ٣٠.
(٢) سورة الكهف ١٠٤.
(3) ديوانه 2: 166، وروايته: " فيها وتقمر ". ويقمرن لبه: يذهبن به.
(4) وهن إذا رمقن صوار، أي تشبه عيون بقر الوحش إذا نظرت.
(5) ديوانه 2: 244.
(6) ديوانه 2: 208، والمثل السائر 1: 258، وذكر قبله:
كادوا النبوة والهدى فتقطعت * أعناقهم في ذلك المضمار (7) ديوانه 3: 143.
(٢٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 ... » »»
الفهرست