شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ٢٧١
ويستعتبون هاهنا يفسر بتفسيرين، على اختلاف الروايتين: فمن رواه بالضم على فعل ما لم يسم فاعله، فمعناه لا يعاتبون على فعل سيئة صدرت منهم أيام حياتهم، أي لا يعاتبهم الناس أو لا يستطيعون وهم موتى أن يسيئوا إلى أحد إساءة يعاتبون عليها، ومن رواه " يستعتبون " بفتح حرف المضارعة، فهو من استعتب فلان، أي طلب أن يعتب، أي يرضى تقول: استعتبته فأعتبني، أي استرضيته فأرضاني.
وأشعر فلان التقوى قلبه: جعله كالشعار له، أي يلازمه ملازمة شعار الجسد.
وبرز مهله، ويروى بالرفع وبالنصب، فمن رواه بالرفع جعله فاعل " برز "، أي من فاق شوطه، برز الرجل على أقرانه أي فاقهم، والمهل شوط الفرس، ومن رواه بالنصب جعل " برز " بمعنى أبرز، أي أظهر وأبان، فنصب حينئذ على المفعولية.
واهتبلت غرة زيد، أي اغتنمتها، والهبال: الصياد الذي يهتبل الصيد أن يغره وذئب هبل أي محتال، و " هبلها " منصوب على المصدر كأنه من هبل مثل غضب غضبا، أي اغتنموا.
وانتهزوا الفرصة، الانتهاز الذي يصلح لهذه الحال، أي ليكن هذا الاهتبال بجد وهمة عظيمة، فإن هذه الحال حال عظيمة لا يليق بها إلا الاجتهاد العظيم.
وكذا قوله: " واعملوا للجنة عملها "، أي العمل الذي يصلح أن يكون ثمرته الجنة. ودار مقام، أي دار إقامة. والمجاز الطريق يجاز عليه إلى المقصد.
والأوفاز: جمع وفز بسكون الفاء، وهو العجلة، والظهور الركاب جمع ظهر، وبنو فلان مظهرون: أي لهم ظهور ينقلون عليها الأثقال، كما يقال منجبون، إذا كانوا أصحاب نجائب. والزيال: المفارقة زايله مزايلة، وزيالا، أي فارقه.
(٢٧١)
مفاتيح البحث: الصيد (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 3
2 عود إلى أخبار صفين 9
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 103
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 109
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 112
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 113
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 119
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 125
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 126
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 218
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 244
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 246
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 252
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 263
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 268
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 272
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 276
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 296
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 298
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 301
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 303