أغطيتها أطبقت الشئ أي غطيته، وجعلته مطبقا، وقد تطبق هو، ومنه قولهم: لو تطبقت السماء عل الأرض لما فعلت كذا. وسبحات النور: عطف على أطباق الدياجير، أي يعلم سبحانه ما تعاقب عليه الظلام والضياء. وسبحات هاهنا، ليس يعنى به ما يعنى بقوله: " سبحان وجه ربنا "، لأنه هناك بمعنى ما يسبح عليه النور، أي يجرى من سبح الفرس وهو جريه، ويقال: فرس سابح.
والخطوة ما بين القدمين، بالضم وخطوت خطوة بالفتح، لأنه المصدر.
ورجع كل كلمة: ما ترجع به من الكلام إلى نفسك وتردده في فكرك.
والنسمة الانسان نفسه، وجمعها نسم، ومثقال كل ذرة: أي وزن كل ذره ومما يخطئ فيه العامة قولهم للدينار: مثقال، وإنما المثقال وزن كل شئ قال تعالى: ﴿إن الله لا يظلم مثقال ذرة﴾ (1).
وهماهم كل نفس هامة، الهماهم: جمع همهمة، وهي ترديد الصوت في الصدر، وحمار همهيم: يهمهم في صوته، وهمهمت المرأة في رأس الصبي، وذلك إذا نومته بصوت ترققه له. والنفس الهامة: ذات الهمة التي تعزم على الامر.
قوله: " وما عليها " أي ما على الأرض، فجاء بالضمير ولم يسبق ذكر صاحبه، اعتمادا على فهم المخاطب، كما قال تعالى: (كل من عليها فان) (2).
وقرارة النطفة: ما يستقر فيه الماء من الأماكن، قال الشاعر:
وأنتم قرارة كل معدن سوءة * ولكل سائلة تسيل قرار والنطفة: الماء نفسه، ومنه قوله عليه السلام في الخوارج: إن مصارعهم النطفة، أي لا يعبرون النهر، ويجوز أن يريد بالنطفة المنى، ويقويه ما ذكره بعده من المضغة.