نظر بعض الصالحين إلى رجل يفحش في قوله، فقال: يا هذا إنما تملي على حافظيك كتابا إلى ربك، فانظر ما تودعه.
كان يقال: مثل الدنيا والآخرة مثل ضرتين لبعل واحد، إن أرضى هذه أسخط الأخرى.
قيل لبعضهم: ما مثل الدنيا؟ قال هي أقل من أن يكون لها مثل.
دخل لص على بعض الزهاد الصالحين، فلم ير في داره شيئا، فقال له: يا هذا، أين متاعك؟ قال: حولته إلى الدار الأخرى.
قيل للربيع بن خيثم: يا ربيع، ما نراك تذم أحدا! فقال: ما أنا عن نفسي براض، فأتحول من ذمي إلى ذم الناس، إن الناس خافوا الله على ذنوب العباد وأمنوه على ذنوبهم.
قال عيسى بن موسى لأبي شيبة القاضي: لم لا تأتينا؟ قال: إن قربتني فتنتني، وإن أقصيتني أحزنتني، وليس عندي ما أخافك عليه، ولا عندك ما أرجوك له.
من كلام بعض الزهاد: تأمل ذا الغنى، ما أشد نصبه، وأقل راحته، وأخس من ماله حظه، وأشد من الأيام حذره! هو بين سلطان يتهضمه، وعدو يبغي عليه، وحقوق تلزمه، وأكفاء يحسدونه، وولد يود فراقه، قد بعث عليه غناه من سلطانه العنت، ومن أكفائه الحسد، ومن أعدائه البغي، ومن ذوي الحقوق الذم، ومن الولد الملالة.
ومن كلام سفيان الثوري: يا بن آدم، جوارحك سلاح الله عليك، بأيها شاء قتلك.
ميمون بن مهران في قوله تعالى: " ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون " (1)، قال: إنها لتعزية للمظلوم، ووعيد للظالم.