عنهم، " فهل كان هذان الراويان مغرمين بالقلط أم كان لهما هرر دفعتهما إلى رواية هذا الحديث؟!!
أرأيت أيها القارئ تحامله الأثيم على أبي هريرة رضي الله عنه - انظر كيف تجاهل رواية الحديث من غير أبي هريرة - بقصد الكيد وإشفاء الغليل الذي في صدره " (2).
وتجاهل أن هذه الكنية هي التي كان يناديه بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بل هو الذي كناه بها كما جاء في عدد من الروايات وسأذكر بعضها بعد سطور.
ولا شك أن الاشتهار بالكنى والألقاب أمر شائع معروف في المجتمعات وقد يختلف الناس في اسم الرجل ولا يختلفون في كنيته وكذا العكس، وهناك عدد من الصحابة رضي الله عنهم اشتهروا بكناهم وغابت أسماؤهم عن كثير من الناس مثل الخليفة الراشد الأول أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأبي عبيدة وأبي موسى الأشعري وأبي الدرداء وأبي سعيد الخدري وغيرهم " لم نسمع في يوم من الأيام أن الحسب والنسب يقدم صاحبه في المفاصلة العلمية أو يؤخره، فما عابه عبد الحسين الموسوي وأمثاله مثل أبو رية وتشنيعهم على كنية أبي هريرة واشتهارها أكثر من اسمه غير وارد " (3).
فها هو أبو هريرة رضي الله عنه المشهور بكنيته ذكره الذهبي فقال: " سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله وكناه أبا هريرة " (4).