عون المعبود - العظيم آبادي - ج ١٤ - الصفحة ٧٢
والحديث سكت عنه المنذري.
(وهو في مشربة) بضم الراء وفتحها أي غرفة (له) أي للنبي صلى الله عليه وسلم.
قلت: ولا يظهر مناسبة الحديث بالباب ويمكن أن يقال في توجيهه بأن المؤلف أراد بهذا التبويب بيان أربع صور للتسليم.
الأول: تسليم الرجل على الرجل تسليم اللقاء، ثم مفارقته إياه، ثم لقاؤه، فماذا يفعل، فأورد فيه حديث أبي هريرة رضي الله عنه وفيه دلالة واضحة على تسليم الرجل كلما لقيه فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه.
والثاني: تسليم الرجل على الرجل تسليم اللقاء ثم مفارقته إياه ثم مجيئه على باب بيته للقاءه فينبغي له أن يسلم عليه ثانيا تسليم الاستئذان.
والثالث: تسليم الرجل على الرجل تسليم الاستئذان فلم يؤذن له فرجع ثم جاءه ثانيا يستأذنه فينبغي له أن يسلم عليه ثانيا تسليم الاستئذان.
والرابع: تسليم الرجل على الرجل تسليم الاستئذان فلم يؤذن له فرجع، ثم جاءه ثانيا يستأذنه وسلم تسليم الاستئذان فأذن له فدخل فينبغي له أن يسلم عليه تسليم اللقاء، فعلى الصورة الثانية والثالثة والرابعة استدل المؤلف بحديث عمر رضي الله عنه.
وهذا الحديث مختصر من الحديث الطويل الذي أورده الإمام البخاري في كتاب النكاح وفي كتاب المظالم ما لفظه قال عمر: فصليت صلاة الفجر مع النبي صلى الله عليه وسلم فدخل النبي صلى الله عليه وسلم مشربة له فاعتزل فيها فدخلت على حفصة فإذا هي تبكي فقلت ما يبكيك؟ ألم أكن حذرتك هذا؟ أطلقكن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قالت لا أدري ها هو ذا معتزل في المشربة، فخرجت فجئت إلى المنبر فإذا حوله رهط يبكي بعضهم فجلست معهم قليلا ثم غلبني ما أجد فجئت المشربة التي فيها النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت لغلام له أسود استأذن لعمر، فدخل الغلام فكلم النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع فقال كلمت النبي صلى الله عليه وسلم وذكرتك له فصمت، فانصرفت حتى جلست مع الرهط الذين عند المنبر ثم غلبني ما أجد فجئت فقلت للغلام استأذن لعمر فدخل ثم رجع فقال قد ذكرتك له فصمت، فرجعت فجلست مع الرهط الذين عند المنبر ثم غلبني ما أجد فجئت الغلام فقلت استأذن فدخل ثم رجع إلي فقال قد ذكرتك له فصمت، فلما وليت منصرفا إذا الغلام يدعوني فقال قد
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ما يقول إذا هاجت الريح 3
2 باب في المطر 5
3 باب في الديك والبهائم 5
4 باب نهيق الحمير ونباح الكلاب 6
5 باب في المولود يؤذن في أدنه 7
6 باب في الرجل يستعيذ من الرجل 9
7 باب في رد الوسوسة 10
8 باب في الرجل ينتمي إلى غير مواليه 12
9 باب في التفاخر بالأحساب 15
10 باب في العصيبة 17
11 باب الرجل يحب الرجل على خير يراه 20
12 باب في المشورة 25
13 باب في الدال على الخير 26
14 باب في الهوى 27
15 باب في الشفاعة 28
16 باب في الرجل يبدأ بنفسه في الكتاب 29
17 باب كيف يكتب إلى الذمي 32
18 باب في بر الولدين 32
19 باب في فضل من عال يتامى 38
20 باب فيمن يتيما 41
21 باب في حق الجوار 42
22 باب في حق المملوك 44
23 باب في حق المملوك إذا نصح 52
24 باب فيمن خبب مملوكا على مولاه 52
25 باب في الاستئذان 52
26 باب كيف الاستئذان 55
27 باب كم مرة يسلم الرجل في الاستئذان 57
28 باب الرجل يستأذن بالدق 61
29 باب دق الباب عند الاستئذان 61
30 باب في الرجل يدعي أيكون ذلك إذنه 62
31 باب في الاستئذان في العورات الثلاث 64
32 أبواب السلام 68
33 باب إفشاء السلام 68
34 باب كيف السلام 69
35 باب في فضل من بدا بالسلام 70
36 باب من أولى بالسلام 70
37 باب في الرجل يفارق الرجل ثم يلقاه أيسلم عليه 71
38 باب في السلام على الصبيان 74
39 باب في السلام على النساء 74
40 باب في السلام على أهل الذمة 75
41 باب في السلام إذا قام من المجلس 78
42 باب كراهية أن يقول عليك السلام 78
43 باب ما جاء في رد واحد عن الجماعة 79
44 باب في المصافحة 80
45 باب في المعانقة 83
46 باب في القيام 84
47 باب في في قبلة الرجل ولده 87
48 باب في قبلة ما بين العينين 88
49 باب في قبلة الخد 88
50 باب في قبلة اليد 89
51 باب في قبلة الجسد 90
52 باب قبلة الرجل 91
53 باب في الرجل يقول جعلني الله فداك 92
54 باب في الرجل يقول أنعم الله بك عينا 94
55 باب الرجل يقول للرجل حفظك الله 95
56 باب الرجل يقوم للرجل يعظمه بذلك 95
57 باب في الرجل يقوم فلان يقرئك السلام 97
58 باب الرجل ينادي الرجل فيقول لبيك 98
59 باب في الرجل يقول للرجل أضحك الله سنك 99
60 باب في البناء 100
61 باب في اتخاذ الغرف 101
62 باب في قطع السدر 103
63 باب في إماطة الأذى عن الطريق 104
64 باب في إطفاء النار بالليل 107
65 باب في قتل الحيات 109
66 باب في قتل الأوزاغ 115
67 باب في قتل الذر 117
68 باب في قتل الضفدع 121
69 باب في الخذف 121
70 باب ما جاء في الختان 122
71 باب في مشي النساء مع الرجال في الطريق 127
72 باب في الرجل يسب الدهر 128