شرح مسلم - النووي - ج ١ - الصفحة التعريف بالامام النووي ١٢
وجاء في طبقات الشافعية الكبرى لابن السبكي ما نصه:
(يحيى بن شرف بن مري بن حسن بن حسين بن حزام بن محمد بن جمعة النووي) الشيخ العلامة محيي الدين أبو زكريا شيخ الاسلام أستاذ المتأخرين. وحجة الله على اللاحقين والداعي إلى سبيل السالفين. كان يحيى رحمه الله سيدا وحصورا ولينا على النفس حصورا.
وزاهدا لم يبال بخراب الدنيا إذا صير دينه ربعا معمورا. وله الزهد والقناعة. ومتابعة السالفين من أهل السنة والجماعة. والمصابرة على أنواع الخير لا يصرف ساعة في غير طاعة. وهذا مع الفتن في أصناف العلوم فقها. ومتون أحاديث وأسماء رجال ولغة وصرفا. وغير ذلك. وأنا إذا أردت أن أجمل تفاصيل فضله. وأدل الخلق على مبلغ مقداره بمختصر القول وفصله. لم أزد على بتين أنشدنيهما من لفظه لنفسه الشيخ الامام. وكان من حديثهما أنه - أعنى الوالد رحمه الله - لما سكن في قاعة دار الحديث الأشرفية سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة كان يخرج في الليل إلى إيوانها فيتهجد تجاه الأثر الشريف ويمرغ وجهه على البساط وهذا البساط من زمان الأشرف الواقف وعليه اسمه وكان يجلس عليه وقت الدرس فأنشدني الوالد لنفسه.
وفي دار الحديث لطيف معنى * على بسط لها أصبو وآوى عسى أنى أمس بحر وجهي * مكانا مسه قدم النواوي ولد النووي في المحرم سنة أحدي وثلاثين وستمائة بنوي وكان من أهلها المستوطنين بها وذكر أبوه أن الشيخ كان نائما إلى جنبه وقد بلغ من العمر سبع ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان فانتبه نحو نصف الليل وقال يا أبت ما هذا الضوء الذي ملاء الدار فاستيقظ الأهل جميعا قال لم نر كلنا شيئا. قال والده: فعرفت أنها ليلة القدر. وقال شيخه في الطريقة الشيخ ياسين بن يوسف الزركشي: رأيت الشيخ محيي الدين وهو ابن عشر سنين بنوى والصبيان يكرهونه على اللعب معهم وهو يهرب منهم ويبكي لاكراههم ويقرأ القرآن في تلك الحال فوقع في قلبي حبه وجعله أبوه في دكان فجعل لا يشتغل بالبيع والشراء عن القرآن قال فأتيت الذي يقرئه القرآن فوصيته به وقلت هذا الصبي يرجى أن يكون أعلم أهل زمانه وأزهدهم وينتفع الناس به فقال لي: منجم أنت؟ قلت لا وإنما أنطقني الله بذلك. فذكر ذلك لوالده فحرص عليه إلى أن ختم القرآن وقد ناهز الاحتلام.
(التعريف بالامام النووي ١٢)
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 التعريف بالامام مسلم نسبه. شيوخه. من روي عنه. اجماع العلماء على إمامته التعريف بالامام مسلم 6
2 سفره إلى الأقطار في طلب العلم التعريف بالامام مسلم 7
3 مصنفاته. وفاته التعريف بالامام مسلم 8
4 التعريف بالامام النووي نسبه. مولده. ابتداء اشتغاله. حرصه على العلم. شيوخه التعريف بالامام النووي 9
5 تلاميذه. اجتهاده. حفظه. زهده. تصانيفه التعريف بالامام النووي 10
6 ورعه. مواقفه مع الملوك في الامر بالمعروف. وفاته التعريف بالامام النووي 11
7 مقدمة الشارح بيان اسناد الكتاب وحال رواته 6
8 الموازنة بين البخاري ومسلم رضي الله عنهما 14
9 فضل صحيح مسلم وترتيبه 15
10 تعريف الأحاديث المعلقة 17
11 صحة أحاديث هذا الكتاب 19
12 عناية الامام مسلم بضبط اختلاف الرواة 22
13 تقسيم الامام مسلم للأحاديث 23
14 دقة الامام مسلم في التخريج 25
15 بيان الكتب المخرجة على صحيح مسلم 26
16 بيان الحديث الصحيح 27
17 بيان الحديث الحسن والضعيف 29
18 بيان المنقطع والمرسل والمرفوع والموقوف 30
19 الاسناد المعنعن 32
20 أقسام التدليس 33
21 بيان الناسخ والمنسوخ ومعرفة الصحابي والتابعي 35
22 ضبط الأسماء المتكررة 39
23 الكلام على الحمدلة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم 43
24 المراد من علم الحديث 47
25 تقسيم الامام مسلم للاخبار 48
26 حال بعض الرواة 52
27 باب تغليظ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم 65
28 باب النهي عن الحديث بكل ما سمع 72
29 باب النهي عن الرواية عن الضعفاء والاحتياط في تحملها 76
30 باب بيان أن الاسناد من الدين 84
31 وصول ثواب الصلاة والصيام وقراءة القرآن للميت 90
32 الكشف عن معايب رواة الحديث 91
33 باب صحة الاحتجاج بالحديث المعنعن 127
34 كتاب الايمان تعريف الايمان والاسلام 145
35 الايمان يزيد و ينقصر 146
36 الايمان قول وعمل 147
37 كل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمنا 148
38 لا يكفر أحد من أهل القبلة بذنب 150
39 اتقان الامام مسلم واحتياطه وتدقيقه 151
40 أول من قال بالقدر 153
41 اثبات القدر 154
42 أمارات الساعة 158
43 باب بيان الصلوات التي هي أحد أركان الاسلام 166
44 النهي عن الحلف بغير الله تعالى 168
45 باب بيان الايمان الذي يدخل به الجنة 172
46 باب بيان أركان الاسلام ودعائمه العظام 176
47 باب الامر بالايمان 179
48 ذكر وقد عبد القيس 181
49 بيان الدباء والختم والنقير والمقير 185
50 جواز المدح في الوجه 195
51 باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الاسلام 196
52 باب الامر بقتال الناس حتى يقولوا لا اله الا الله محمد رسول الله 200
53 وجوب قتال تارك أحد أركان الاسلام 203
54 الكلام على توبة الزنديق 207
55 فضل أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه 211
56 باب الدليل على صحة اسلام من حضره الموت ما لم يغرغر 213
57 وفاة أبي طالب و ما نزل في شأنه 214
58 باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا 217
59 من مات تائبا حرم على النار 220
60 عقائد التوحيد 227
61 حق الله على العباد 231
62 حق العباد على الله 232
63 جواز كتابة الحديث 244