دعا، لو قيل له: إلى من دعوتك وإلى من أجبت (6) ومن أمامك وما سنته؟ إذا لزاح الباطل عن مقامه ولصمت لسانه فما نطق (7).
وأيم الله لأفرطن لهم حوضا أنا ما تحه لا يصدرون عنه ولا يلقون بعده ريا أبدا (8) وإني لراض بحجة الله عليهم
(6) كذا في النسخة، وعلى هذا فيكون الصدر بيانا لمورد خيبة الداعي، والذيل بيانا لخيبة المدعو. وفي البحار: " لو قيل له: إلى من دعوك وإلى من أجبت " الخ. وعلى هذا فهذه القطعة بأجمعها بيان لخيبة المدعو، وهم أنصار طلحة والزبير، وهذا أظهر، لان عنايته عليه السلام بتنبيه الأذناب، وتوجيههم إلى الحقائق وقبح ما ارتكبوه كان أكثر، وأما الرؤساء وهم طلحة والزبير فبما أنهم كانوا مستيقنين بضلالتهم ورشاد خصمهم فلم يكونوا بتلك العناية عنده عليه السلام إلا إذا كان الاحتجاج معهم وبيان سوء سريرتهم وخسارة صنيعهم ذا مدخلية في إتمام الحجة على العامة، وصرفهم عن الضلالة.
(7) وفي النهج المختار: (135): " إذا لزاح الباطل عن نصابه وانقطع لسانه عن شغبه ".
يقال: " زاح الشئ عن مقامه - من باب باع - زيحا وزيحانا كانزاح ": ذهب واضمحل.
و " الشغب " - كالفلس الفرس -: تهييج الشر.
(8) وفي النهج: " وأيم الله لأفرطن لهم حوضا أنا ماتحه لا يصدرون عنه بري، ولا يعبون بعده في حسي ". " لأفرطن لهم ": لأملأن لهم. والمراد من الحوض هو حوض القتل والافناء. و " الماتح ": الذي يقوم على شفير منبع الماء ويستقى الماء - والمائح - بالهمزة -: الذي ينزل إلى قعر المنبع ويملا الدلو - ويقال: " صدر عن الماء أو المكان - من باب ضرب ونصر - صدرا ومصدرا ": رجع عنه. و " أصدره وصدره عنه ": أرجعه منه. و " الري " - بكسر الرا وفتحها -: مصدر قولهم: " روي - من باب علم - ريا وريا وروى من الماء ":
شرب وشبع، فهو ريان. و " يعبون " - في روية النهج من باب مد -: لا يشربون ولا يكرعون. ويقال: " حسي - حسيا " - من باب رمى - واحتسى ": احتفر الحسي - وهو على زنة الحبر والفلس والحسى كمنى -: السهل من الأرض يستنقع فيه الماء، فيحفرونه لاستخراج الماء منه.