فعند ذلك عزمت على تأليف كتاب آخر يتضمن ما لم يوجد في نهج البلاغة، وحيث إن الموضوع الثاني كان أهم، صرفنا فيه نهاية الطاقة، وغاية المقدرة، وقدمناه في الترتيب والتأليف، وبحمد الله تعالى ومنته قد جمعنا من كلم أمير المؤمنين عليه السلام - في المواضيع الثلاثة التي اختارها السيد الرضي وغيرها - ضعف ما في نهج البلاغة، وأقمنا على جلها من الشواهد الخارجية - المعاضدة بالشواهد الداخلية - ما لو رآها المنصف المتدبر، ووعاها العالم المتبحر، لقال: سبحان الله ما هذا من عند غير وصي النبي، إن هذا إلا من إمام عليم اختاره الله واصطفاه لخلافة رسوله الكريم، ودراسة دينه القويم، وكتابه الحكيم.
(١٢)