والكفر والنفاق والمؤمن قرشي لأنه أقر للشيء ونحن الشئ وأنكر لا شئ الدلام واتباعه والمؤمن نبطي لأنه استنبط الأشياء تعرف الخبيث عن الطيب والمؤمن عربي لأنه عرب عنا أهل البيت والمؤمن أعجمي لأنه أعجم عن الدلام فلم يذكره بخير والمؤمن فارسي لأنه تفرس في الأسماء لو كان الإيمان منوطا بالثريا لتناوله أبناء فارس يعني به المتفرس فاختار منها أفضلها واعتصم بأشرفها وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله (1).
[10208] 4 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى معاوية عليه الهاوية: أما بعد فإني على التردد في جوابك والاستماع إلى كتابك لموهن رأيي ومخطئ فراستي وإنك إذ تحاولني الأمور وتراجعني السطور كالمستثقل النائم تكذبه أحلامه والمتحير القائم يبهظه مقامه لا يدري أله ما يأتي أم عليه ولست به غير أنه بك شبيه واقسم بالله إنه لولا بعض الاستبقاء لوصلت إليك مني قوارع تقرع العظم وتهلس اللحم واعلم أن الشيطان قد ثبطك عن أن تراجع أحسن أمورك وتأذن لمقال نصيحتك والسلام لأهله (2).
[10209] 5 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب للأشتر النخعي في عهده:...
ثم لا يكن اختيارك إياهم (كتابك) على فراستك واستنامتك وحسن الظن منك فإن الرجال يتعرضون لفراسات الولاة بتصنعهم وحسن خدمتهم وليس وراء ذلك من النصيحة والأمانة شئ ولكن اختبرهم بما ولوا للصالحين قبلك فاعمد لأحسنهم كان في العامة أثرا وأعرفهم بالأمانة وجها فإن ذلك دليل على نصيحتك لله ولمن وليت أمره... (3).
إن لهذا العهد سند معتبر.