للتفقه والسداد وقد وقر قلبه ذكر المعاد وطوى مهاده وهجر وساده منتصبا على أطرافه داخلا في أعطافه خاشعا لله عز وجل يراوح بين الوجه والكفين خشوع في السر لربه لدمعه صبيب ولقلبه وجيب شديدة أسباله ترتعد من خوف الله عز وجل أوصاله قد عظمت فيما عند الله رغبته واشتدت منه رهبته راضيا بالكفاف من أمره يظهر دون ما يكتم ويكتفي بأقل مما يعلم أولئك ودائع الله في بلاده، المدفوع بهم عن عباده لو أقسم أحدهم على الله جل ذكره لأبره أو دعا على أحد نصره الله يسمع إذا ناجاه ويستجيب له إذا دعاه جعل الله العاقبة للتقوى والجنة لأهلها مأوى، دعاؤهم فيها أحسن الدعاء «سبحانك اللهم» دعاؤهم المولى على ما آتاهم «وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين» (1).
[5382] 3 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الحسن بن علي (عليه السلام) في أجوبته عن مسائل سأله عنها أمير المؤمنين (عليه السلام) أو غيره:... قيل: ما السداد؟ قال: دفع المنكر بالمعروف... (2).
[5383] 4 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في كلام له في النهي عن سماع الغيبة وفي الفرق بين الحق والباطل: أيها الناس من عرف من أخيه وثيقة دين وسداد طريق فلا يسمعن فيه أقاويل الرجال. أما انه قد يرمي الرامي وتخطئ السهام ويحيل الكلام وباطل ذلك يبور والله سميع وشهيد، أما انه ليس بين الحق والباطل إلا أربع أصابع.
فسئل (عليه السلام) عن معنى قوله هذا، فجمع أصابعه ووضعها بين أذنه وعينه ثم قال:
الباطل أن تقول: سمعت والحق أن تقول: رأيت (3).