[5359] 5 - الطوسي، عن أحمد بن علي، عن محمد بن علي، عن حنظلة بن زكريا قال حدثني أحمد بن بلال بن داود الكاتب وكان عاميا بمحل من النصب لأهل البيت (عليهم السلام) يظهر ذلك ولا يكتمه وكان صديقا لي يظهر مودة بما فيه من طبع أهل العراق فيقول كلما لقيني: لك عندي خبر تفرح به ولا أخبرك به فاتغافل عنه إلى أن جمعني وإياه موضع خلوة فاستقصيت عنه وسألته أن يخبرني به فقال: كانت دورنا بسر من رأى مقابل دار ابن الرضا يعني أبا محمد الحسن بن علي (عليه السلام) فغبت عنها دهرا طويلا إلى قزوين وغيرها ثم قضى لي الرجوع إليها فلما وافيتها وقد كنت فقدت جميع من خلفته من أهلي وقراباتي إلا عجوزا كانت ربتني ولها بنت معها وكانت من طبع الأول مستورة صائنة لا تحسن الكذب وكذلك مواليات لنا بقين في الدار فأقمت عندهم أياما ثم عزمت على الخروج فقالت العجوز: كيف تستعجل الانصراف وقد غبت زمانا فأقم عندنا لنفرح بمكانك، فقلت لها: على جهة الهزء أريد أن أصير إلى كربلاء وكان الناس للخروج في النصف من شعبان أو ليوم عرفة، فقالت: يا بني أعيذك بالله أن تستهيني بما ذكرت أو تقوله على وجه الهزء فاني أحدثك بما رأيته يعني بعد خروجك من عندنا بسنتين كنت في هذا البيت نائمة بالقرب من الدهليز ومعي ابنتي وأنا بين النائمة واليقظانة إذ دخل رجل حسن الوجه نظيف الثياب طيب الرائحة فقال:
يا فلانة يجيئك الساعة من يدعوك في الجيران فلا تمتنعي من الذهاب معه ولا تخافي، ففزعت وناديت ابنتي وقلت لها: هل شعرت بأحد دخل البيت؟ فقالت: لا فذكرت الله وقرأت ونمت، فجاء الرجل بعينه وقال لي: مثل قوله، ففزعت وصحت بابنتي فقالت: لم يدخل البيت فاذكري الله ولا تفزعي، فقرأت ونمت فلما كان في الثالثة جاء الرجل وقال: يا فلانة قد جاءك من يدعوك ويقرع الباب فاذهبي معه، وسمعت دق الباب فقمت وراء الباب وقلت: من هذا؟ فقال: افتحي ولا تخافي فعرفت كلامه وفتحت الباب فإذا خادم معه ازار فقال: يحتاج إليك بعض الجيران لحاجة مهمة فادخلي، ولف رأسي بالملاءة وادخلني الدار وأنا أعرفها فإذا بشقاق مشدودة وسط