القوم إلى ذلك قالوا علوا واستكبارا: فمرها فليأتك نصفها ويبقى نصفها، فأمرها فأقبل إليه نصفها كأعجب إقبال وأشده دويا فكادت تلتفت برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقالوا كفرا وعتوا: فمر هذا النصف فليرجع إلى نصفه كما كان، فأمره (صلى الله عليه وآله وسلم) فرجع فقلت: أنا أشهد أن لا إله إلا الله إني أول مؤمن بك يا رسول الله وأول من أقر بأن الشجرة فعلت ما فعلت بأمر الله تعالى تصديقا بنبوتك وإجلالا لكلمتك، فقال القوم كلهم: بل ساحر كذاب عجيب السحر خفيف فيه وهل يصدقك في أمرك إلا مثل هذا - يعنونني - وإني لمن قوم لا تأخذهم في الله لومة لائم سيماهم سيما الصديقين وكلامهم كلام الأبرار عمار الليل ومنار النهار متمسكون بحبل القرآن يحيون سنن الله وسنن رسوله لا يستكبرون ولا يعلون ولا يغلون ولا يفسدون قلوبهم في الجنان وأجسادهم في العمل (1).
[6013] 20 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: توقوا البرد في أوله وتلقوه في آخره فانه يفعل في الأبدان كفعله في الأشجار أوله يحرق وآخره يورق (2).