كانت النبوة فيهم، وولي أمورهم منهم، ولنا بذلك على من أبى الحجة الظاهرة. والسلطان المبين، من ذا ينازعنا سلطان محمد وإمارته، ونحن أولياؤه وعشيرته (1) إلا مدل بباطل أو متجانف لاثم أو متورط في هلكة؟!
فقام الحباب بن المنذر (2) وقال: يا معشر الأنصار! إملكوا على أيديكم ولا تسمعوا مقالة هذا وأصحابه فيذهبوا بنصيبكم من هذا الامر، فإن أبوا عليكم ما سألتموهم، فأجلوهم عن هذه البلاد، وتولوا عليهم هذه الأمور، فأنتم والله أحق بهذا الامر منهم، فإنه بأسيافكم دان لهذا الدين من لم يكن يدين به. أنا جذيلها المحكك، وعذيقها المرجب، أما والله لو شئتم لنعيدنها جذعة (3). والله لا يرد أحد علي إلا حطمت أنفه بالسيف. قال عمر: إذن يقتلك الله.
قال: بل إياك يقتل، (وأخذه ووطأ في بطنه ودس في فيه التراب) (4).
فقال أبو عبيدة: " يا معشر الأنصار إنكم كنتم أول من نصر وآزر، فلا تكونوا أول من بدل وغير ".