درهمين درهما أنفقته على عيالك، ودرهما قدمته لاخرتك والثالث يضر ولا ينفع فلا ترده، اجعل الدنيا كلمتين كلمة في طلب الحلال، وكلمة للآخرة، والثالثة تضر ولا تنفع لا تردها ثم قال: قتلني هم يوم لا أدركه.
(4) - نوادر الراوندي: عن جعفر، عن أبيه، عن جده: قال: كانت أرض بيني وبين رجل فأراد قسمتها وكان الرجل صاحب نجوم فنظر إلى الساعة التي فيها السعود، فخرج فيها، ونظر إلى الساعة التي فيها النحوس فبعث إلى أبي. فلما اقتسما الأرض خرج خير السهمين لأبي (عليه السلام)، فجعل صاحب النجوم يتعجب فقال له أبي: مالك؟
فأخبره الخبر، فقال له أبي فهلا أدلك على خير مما صنعت: إذا أصبحت فتصدق بصدقة تذهب عنك نحس ذلك اليوم، وإذا أمسيت فتصدق بصدقة تذهب عنك نحس تلك الليلة.
(5) - عدة الداعي: وكان (عليه السلام) بمنى فجاءه سائل فأمر له بعنقود، فقال: لا حاجة لي في هذا إن كان درهم، فقال: يسع الله لك فذهب ولم يعطه شيئا فجاءه آخر فأخذ أبو عبد الله (عليه السلام) ثلاث حبات من عنب فناوله إياها فأخذها السائل فقال: الحمد لله رب العالمين الذي رزقني، فقال (عليه السلام): مكانك فحثا له ملء كفيه فناوله إياه، فقال السائل:
الحمد لله رب العالمين فقال أبو عبد الله (عليه السلام): مكانك! يا غلام أي شئ معك من الدراهم؟ قال: فإذا معه نحو من عشرين درهما فيما حرزنا أو نحوها.
فقال: ناولها إياه فأخذها ثم قال: الحمد لله رب العالمين، هذا منك وحدك لا شريك لك. فقال: (عليه السلام): مكانك فخلع قميصا كان عليه، فقال: البس هذا فلبسه، ثم قال: الحمد لله الذي، كساني وسترني يا عبد الله جزاك الله خيرا، لم يدع له (عليه السلام) إلا بذا ثم انصرف فذهب فظننا أنه لو لم يدع له لم يزل يعطيه لأنه كان كلما حمد الله تعالى أعطاه.