مرات ثم التفت إلي وقال: إن كان من حلال فالصلاة في الثوب حلال وإن كان من حرام فالصلاة في الثوب حرام، فصدقته وقلت بفضله ولزمته (عليه السلام). فلما أردت الانصراف جئت لوداعه فقلت: زودني بدعوات، فدفع إلى هذا الدعاء (اللهم إني أسئلك سؤال) وليس فيه التحميد.
(2) - جمال الأسبوع: حدثنا الشريف أبو جعفر أحمد بن إبراهيم العلوي الموسوي النقيب بالحائر على ساكنه السلام قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن الحسن بن إسماعيل الإسكاف يرفعه باسناده إلى الربيع قال: استدعاني الرشيد ليلا فقال لي:
اذهب إلى موسى بن جعفر (عليهما السلام) وكان محبوسا في حبسه، فأطلقه واحمل إليه من المال كذا وكذا، ومن الحملان والثياب مثل ذلك، فراجعته واستفهمته دفعات فقال يا ويلك تريد أن أنقض العهد؟ فقلت: يا أمير المؤمنين وما العهد؟ قال: بينما انا نائم إذا أنا بأسود أعظم ما يكون من السودان، قد ساورني فركب صدري ثم قال لي:
موسى بن جعفر فيما حبسته؟ فقلت أنا أطلقه وأحسن إليه، فأخذ علي العهد والميثاق بذلك ثم قام من صدري، وقد كادت نفسي تذهب. فوافيت إلى موسى بن جعفر (عليهما السلام) فوجدته قائما يصلي فجلست إلى أن فرغ من صلاته فقلت له: ابن عمك يقرئك السلام وقد أمرني أن أحمل إليك من المال كذا وكذا، ومن الحملان مثل ذلك، وها هو على الباب، فقال: إن كنت أمرت بغير هذا فافعله، قلت: لا وحق الله وحق جدك رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما أمرت إلا بهذا، فقال أما المال والحملان فلا حاجة لي فيها إذا كانت حقوق الأمة فيها، فقلت أقسمت عليك إلا قبلته، فاني أتخوف عليك أن يغتاظ، فقال (عليه السلام) افعل ما ترى. فلما أراد الانصراف قلت له بحق الله وبحق جدك رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلا ما أخبرتني ما كان هذا، فقد وجب حقي عليك لموضع بشارتي، قال (عليه السلام): نمت ليلة الأربعاء بعد صلاة الليل وقد هومت عيناي، فرأيت جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يقول: يا موسى أنت محبوس مظلوم.
قلت: نعم يا رسول الله، فقال (صلى الله عليه وآله): (وإن أدرى لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين)، أصبح غدا صائما وأتبعه الخميس والجمعة، فإذا كان بعد صلاة العشاء من ليلة