علي (عليه السلام) استأذن أعمى على فاطمة (عليها السلام) فحجبته فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لها: لم حجبتيه وهو لا يراك؟ فقالت (عليها السلام): إن لم يكن يراني فاني أراه وهو يشم الريح فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
أشهد أنك بضعة مني.
وبهذا الأسناد قال: سأل رسول الله (صلى الله عليه وآله) أصحابه عن المرأة ما هي، قالوا: عورة، قال: فمتى تكون أدنى من ربها؟ فلم يدروا، فلما سمعت فاطمة (عليها السلام) ذلك قالت:
أدنى ما تكون من ربها أن تلزم قعر بيتها، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن فاطمة بضعة مني.
(6) - أمالي الصدوق: ابن أبي نعيم قال: شهدت ابن عمرو، أتاه رجل فسأله عن دم البعوضة فقال: ممن أنت؟ قال: من أهل العراق قال: انظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوضة وقد قتلوا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إنهما ريحانتي من الدنيا، يعني الحسن والحسين (عليهما السلام).
(7) - أحمد بن حنبل في المسند، عن أبي هريرة كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقبل الحسن والحسين فقال عيينة - وفي رواية غيره الأقرع بن حابس -: إن لي عشرة ما قبلت واحدا منهم قط فقال (عليه السلام): من لا يرحم لا يرحم، وفي رواية حفص الفراء فغضب رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى التمع لونه وقال للرجل: إن كان الله قد نزع الرحمة من قلبك فما أصنع بك؟ من لم يرحم صغيرنا ولم يعزز كبيرنا فليس منا.
(8) - المناقب: ادعى رجل على الحسن بن علي (عليهما السلام) ألف دينار كذبا ولم يكن له عليه فذهبا إلى شريح فقال للحسن (عليه السلام): أتحلف؟ قال: إن حلف خصمي اعطيه فقال شريح للرجل: قل بالله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة. فقال الحسن:
لا أريد مثل هذا لكن قل: بالله إن لك علي هذا، وخذ الألف. فقال الرجل ذلك وأخذ الدنانير فلما قام خر إلى الأرض ومات، فسئل الحسن (عليه السلام) عن ذلك، فقال: خشيت أنه لو تكلم بالتوحيد يغفر له يمينه ببركة التوحيد، ويحجب عنه عقوبة يمينه.