وما يمنع أحدكم أن يستقبل أخاه بما يخاف من عيبه إلا مخافة أن يستقبله بمثله. قد تصافيتم على رفض الآجل، وحب العاجل، وصار دين أحدكم لعقة (1) على لسانه، صنيع من قد فرغ من عمله وأحرز رضى سيده) (2).
وقال عليه السلام:
(.. قد اصطلحتم على الغل فيما بينكم (3)، ونبت المرعى على دمنكم (4)، وتصافيتم على حب الآمال، وتعاديتم في كسب الأموال، لقد استهام بكم الخبيث (5) وتاه بكم الغرور) (6).
أرأيت إلى هؤلاء الذين جمعتهم الانسانية فوحدت غرائزهم وقواهم ومداركهم، ثم جمعهم الدين والوطن فوحدا آمالهم، وآلامهم، وأهدافهم، ومطامحهم، كيف جعلهم العمل للدنيا، على نحو جنوني، يفقدون أجل ميزاتهم