وبعد أن بين أن الله ابتلى خلقه بهذا لينفي عنهم التكبر والخيلاء، وبعد أن أمرهم أن يعتبروا بما صار إليه إبليس حين تكبر، قال:
(فاحذروا عباد الله أن يعديكم بدائه، وأن يستفزكم بندائه، وأن يجلب عليكم بخيله ورجله (1)، فلعمري لقد فوق لكم سهم الوعيد (2)، وأغرق لكم بالنزع الشديد (3)، ورماكم من مكان قريب، وقال: (رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين) (4) قذفا بغيب بعيد، ورجما بظن غير مصيب، صدقه أبناء الحمية وإخوان العصبية، وفرسان الكبر والجاهلية، حتى إذا انقادت له الجامحة منكم (5)، واستحكمت الطماعية منه فيكم، فنجمت الحال من السر الخفي إلى الأمر الجلي (6)، استفحل سلطانه