دراسات في نهج البلاغة - محمد مهدي شمس الدين - الصفحة ١١٦
فإن له من كل أمة جنودا وأعوانا ورجلا وفرسانا، ولا تكونوا كالمتكبر على ابن أمه من غير ما فضل جعله الله فيه سوى ما ألحقت العصبية بنفسه من عداوة الحسد).
- الخطبة القاصعة - رقم النص: 190 - * * * ثم يضرب لهم الشواهد، ويبصرهم عبر التاريخ.
فهذا الواقع الاجتماعي المزري جر أمما قبلهم إلى الانهيار، وجدير بهم أن يعتبروا بمن قبلهم ممن غفلوا عن عدوهم الكامن في أعماقهم، وصرفوا - بإغرائه وإيحائه - عدوانهم إلى إخوانهم في الدين والانسانية:
(فاعتبروا بما أصاب الأمم المستكبرين من قبلكم من بأس الله وصولاته ووقائعه ومثلاته (1)، واتعضوا بمثاوي خدودهم (2) ومصارع جنوبهم واستعيذوا بالله من لواقح الكبر (3)، كما تستعيذوه من طوارق الدهر (4).

(1) المثلات: العقوبات الشديدة.
(2) المثوى: المنزل - مثاوي الخدود: موضع الخد على التراب بعد الموت. كناية عن أن المصير الأخير هو الموت، فلماذا الأحقاد والصراعات. وهذا المعنى هو المراد من الفقرة التاليه (ومصارع جنوبهم).
(3) لواقح: من اللقاح، ومعناه معروف. أي أن الكبر يلقح النفس بالشر فاستعيذوا بالله من ذلك.
(4) طوارق الدهر: مصائبه.
(١١٦)
مفاتيح البحث: الضرب (1)، الموت (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 112 113 114 115 116 117 118 119 121 123 ... » »»
الفهرست