فدك في التاريخ - السيد محمد باقر الصدر - الصفحة ٩٨
وإن كان للتضحية الإنسانية الفاضلة كتاب فأعمال علي عنوان ذلك الكتاب المشع بأضواء الخلود (1).
وإن كان لمبادئ السماء التي جاء بها محمد صلى الله عليه وآله وسلم تعبير عملي على وجه الأرض فعلي هو تعبيرها الحي على مدى الدهور والأجيال.
وإن كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد خلف في أمته عليا والقرآن (2) فإنما جمع بينهما ليكون القرآن تفسيرا لمعاني علي العظيم، ولتكون معاني علي أنموذجا لمثل القرآن الكريم.
وإن كان الله تعالى قد جعل عليا نفس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في آية المباهلة (3) فلأجل أن يفهم المسلمون أنه امتداد طبيعي لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وشعاع متألق من روحه العظيمة.
وإن كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد خرج من مكة مهاجرا خائفا على نفسه وخلف

(١) قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لضربة علي يوم الخندق خير من عبادة الثقلين، أو قال: لمبارزة علي لعمرو أفضل من أعمال أمتي إلى يوم القيامة).
راجع: المستدرك / الحاكم ٣: ٣٢. (الشهيد) نشر دار المعرفة - بيروت.
(٢) قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إني تارك فيكم الثقلين أو الخليفتين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي، كتاب الله وعترتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض).
راجع صحيح مسلم ٤: ١٨٧٤، صحيح الترمذي ١: ١٣٠، سنن الدارمي ٢: ٤٣٢، مسند الأمام أحمد ٤: ٢١٧، المستدرك ٣: ١١٩.
(٣) آية المباهلة، راجع تفسير الفخر الرازي / سورة آل عمران: 261، الصواعق المحرقة: 143، أسباب النزول / الواحدي: 67 دار الكتب العلمية - بيروت.
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»
الفهرست