عثمان؟ وخالف مقداد وجمع آخر من عيون الصحابة عن بيعة عثمان وتمت بالإرهاب والترعيد وقال عمار لعبد الرحمن: إن أردت أن لا يختلف المسلمون فبايع عليا. فقال المقداد: صدق عمار إن بايعت عليا قلنا سمعنا وأطعنا (1) وقال علي لعبد الرحمن: حبوته حبو دهر ليس هذا أول يوم تظاهرتم فيه علينا، فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون والله ما وليت عثمان إلا ليرد الأمر إليك، والله كل يوم هو في شأن؟! (تاريخ الطبري 5: 37).
ولماذا قال سعد بن أبي وقاص لعبد الرحمن بن عوف: إن كنت تدعوني والأمر لك وقد فارقك عثمان على مبايعتك؟ كنت معك، وإن كنت إنما تريد الأمر لعثمان؟ فعلي أحق بالأمر وأحب إلي من عثمان، بايع لنفسك وأرحنا وارفع رؤسنا؟!.
أنساب البلاذري 5: 20، تاريخ الطبري 5: 36، الكامل لابن الأثير 3: 29، فتح الباري 13: 168.
ولماذا قال الزبير: لو مات عمر لبايعت طلحة فوالله ما كان بيعة أبي بكر إلا فلتة فتمت؟! (2).
ولماذا جابه الزبير يوم قال عمر: أكلكم يطمع في الخلافة بعدي بقوله ما الذي يبعدنا منها؟ وليتها أنت فقمت بها ولسنا دونك في قريش ولا في السابقة ولا في القرابة (شرح ابن أبي الحديد 1: 62) وأين يقع قول علي أمير المؤمنين عليه السلام على صهوة المنبر: أما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى؟! (إلى آخر الخطبة الشقشقية)، إلى كلمات أخرى له تضاد هذه المفاضلة.
ولماذا كان أبو عبيدة أحب إلى رسول الله بعد الشيخين من أصحابه كما في صحيحة جاء بها ابن ماجة في سننه 1 ص 51، والترمذي في صحيحه 13: 126 عن ابن شقيق قال:
قلت لعايشة رضي الله عنها: أي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قالت: أبو بكر. قلت: ثم من؟ قالت: عمر. قلت: ثم من؟ قالت: أبو عبيدة ابن الجراح قلت: ثم من؟ فسكتت؟