خبيث دجال وضاع روى عن الأئمة آلاف أحاديث ما حدثوا بشئ منها، ولا يعرف أحد أكثر وضعا منه، وهو ممن يضرب المثل بكذبه.
فمثل هذا الاسناد يوصف في مصطلح الفن بالوضع لا بالضعف كما وصفه البيهقي بذلك راجع فتح الباري 7: 29.
31 - أخرج ابن عساكر في تاريخه 4: 312 من طريق أبي عمرو الزاهد عن علي بن محمد الصائغ عن أبيه أنه قال: رأيت الحسين وقد وفد على معاوية زائرا فأتاه في يوم جمعة وهو قائم على المنبر خطيبا فقال له رجل من القوم: يا أمير المؤمنين! ائذن للحسين يصعد المنبر، فقال له: معاوية: ويلك دعني أفتخر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
سألتك بالله يا أبا عبد الله! أليس أنا ابن بطحاء مكة؟ فقال: أي والذي بعث جدي بالحق بشيرا، ثم قال: سألتك بالله يا أبا عبد الله! أليس أنا خال المؤمنين؟ فقال أي والذي بعث جدي نبيا، ثم قال: سألتك بالله يا أبا عبد الله! أليس أنا كاتب الوحي؟ فقال: أي والذي بعث جدي نذيرا، ثم نزل معاوية وصعد الحسين بن علي فحمد الله بمحامد لم يحمده الأولون والآخرون بمثلها، ثم قال: حدثني أبي عن جدي عن جبرئيل عن الله تعالى إن تحت قائمة كرسي العرش ورقة آس خضراء مكتوب عليها: لا إله إلا الله محمد رسول الله، يا شيعة آل محمد لا يأتي أحدكم يوم القيامة يقول: لا إله إلا الله أدخله الله الجنة، فقال له معاوية: سألتك بالله يا أبا عبد الله! من شيعة آل محمد؟ فقال: الذين لا يشتمون الشيخين أبا بكر وعمر، ولا يشتمون عثمان، ولا يشتمون أبي، ولا يشتمونك يا معاوية.
قال الأميني: قال ابن عساكر: هذا حديث منكر، ولا أرى إسناده متصلا إلى الحسين. ونحن نقول: إنه كذب صراح وإسناده متفكك العرى واهي الحلقات، أما أبو عمرو الزاهد فهو الكذاب صاحب الطامات والبلايا الذي ألف جزؤا في مناقب معاوية من الموضوعات كما أسلفناه في الجزء الخامس ص 226 توفي سنة 345.
وأما شيخه علي الصائغ فهو ضعيف جدا وصفه بهذا الخطيب في تاريخه 3:
222، وضعفه الدارقطني كما في لسان الميزان 2: 489.
وأما والده فهو مجهول لا يذكر بشئ وهو في طبقة من يروي عن مالك المتوفى سنة 179.