تهذيب التهذيب 4: 38، ومتن الرواية أقوى شاهد على اختلاط الرجل، فإن أول من رمى يوم الدار هو رجل من أصحاب عثمان رمى نيار بن عياض الأسلمي وكان شيخا كبيرا فقتله الرجل كما مر في ص 201 ومضى في ص 200: إن أبا حفصة مولى مروان هو الذي أنشب القتال ورمى نيار الأسلمي، ولعلك تعرف أبا هريرة ومبلغه من الصدق والأمانة على ودايع العلم والدين، وإن كنت في جهل من هذا فراجع كتاب أبي هريرة لسيدنا الحجة شرف الدين العاملي حياه الله وبياه، ولعل تقاعد أبي هريرة عن نصرة الإمام أمير المؤمنين علي على السلام في حروبه الدامية كان لأنه لم يك يدري أين سيفه.
وعن أشعب بن حنين مولى عثمان: إنه كان مع عثمان في الدار فلما حصر جر مماليكه السيوف فقال لهم عثمان: من أغمد سيفه فهو حر. فلما وقعت في أذني كنت والله أول من أغمد سيفه، فأعتقت.
قال الذهبي: هذا الخبر باطل لأنه يقتضي أن لأشعب صحبة وليس كذلك لسان الميزان 4:، 12.
صورة مفصلة عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: كنا مع عثمان رضي الله عنه وهو محصور في الدار فقال: وبم يقتلونني؟ وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: رجل كفر بعد إسلام، أو زنى بعد إحصان، أو قتل نفسا بغير حق فيقتل بها، فوالله ما أحببت لديني بدلا منذ هداني الله تعالى، ولا زنيت في جاهلية ولا إسلام، ولا قتلت نفسا بغير حق، فبم يقتلونني؟ فلما اشتد عطشه أشرف على الناس فقال: أفيكم علي؟ فقالوا: لا. فقال: أفيكم سعد؟ فقالوا: لا. فسكت ثم قال: ألا أحد يبلغ عليا فيسقينا ماء؟ فبلغ ذلك عليا فبعث إليه بثلاث قرب مملؤة ماء فما وصل إليه حتى جرح بسببها عدة من بني هاشم وبني أمية، فلما بلغ عليا أن عثمان محاصر يراد قتله قام خارجا من منزله معتما بعمامة رسول الله صلى الله عليه وسلم متقلدا سيفه وأمامه ابنه الحسن وعبد الله بن عمر في نفر من الصحابة والمهاجرين والأنصار رضي الله عنهم، ودخلوا على عثمان وهو محصور فقال له علي كرم الله وجهه: السلام عليك يا أمير المؤمنين! إنك إمام العامة وقد نزل بك ما ترى، وإني أعرض عليك خصالا ثلاثا إختر إحداهن: