ولقد شفى يوم (الغدير) معاشرا * ثلجت نفوسهم وأودى معشرا قلعت به أحقادهم فمرجع * نفسا ومانع أنة أن تجهرا 45 يا راكبا رقصت به مهرية * أشبت لساحته الهموم فأصحرا عج بالغري فإن فيه ثاويا * جبلا تطأطأ فاطمأن به الثرى وأقر السلام عليه من كلف به * كشفت له حجب الصباح فأبصرا ولو استطعت جعلت دار إقامتي * تلك القبور الزهر حتى أقبرا أخذنا القصيدة من الجزء الأول من ديوان ناظمها وهي مفتتح ديوانه والديوان مرتب على السنين في ستة أجزاء توجد منه نسخة مقروة على نفس السيد الشريف علم الهدى. وذكر ابن شهرآشوب لسيدنا الشريف المرتضى أبياتا قالها في عيد (الغدير) راجع الجزء الثالث من مناقبه ص 32.
* (الشاعر) * السيد المرتضى علم الهدى ذو المجدين أبو القاسم علي بن الحسين بن موسى ابن محمد بن موسى بن إبراهيم بن الإمام موسى الكاظم عليه السلام.
لا عتب على اليراع إذا وقف عن تحديد عظمة الشريف المبجل، كما أنه لا لوم على المدرة اللسن إذا تلجلج في الإفاضة عن رفعة مقامه، فإن نواحي فضله لا تنحصر بواحدة، ولا أن مآثره معدودة يحاولها البليغ المفوه، ويتحرى الإبانة عنها الكاتب المتشدق، أو يلقى عنها الخطيب المفصح، فإلى أي منصة من الفضيلة نحوت فله فيها الموقف الأسمى، وإلى أي صهوة وقع خيالك فله هنالك مرتبع ممنع، فهو إمام الفقه، ومؤسس أصوله، وأستاذ الكلام، ونابغة الشعر، وراوية الحديث، وبطل المناظرة، والقدوة في اللغة، وبه الأسوة في العلوم العربية كلها، وهو المرجع في تفسير كتاب الله الغزيز، وجماع القول إنك لا تجد فضيلة إلا وهو ابن بجدتها.
أضف إلى ذلك كله نسبه الوضاح، وحسبه المتألق، وأواصره النبوية الشذية، ومآثره العلوية الوضيئة إلى أياديه الواجبة في تشييد المذهب، ومساعيه المشكورة عند الإمامية جمعاء، وهي التي خلدت له الذكر الحميد، والعظمة الخالدة، ومن هذه الفضائل ما خطه مزبره القويم من كتب ورسائل استفاد بها أعلام الدين في أجيالهم و