وتتبع المعروف حتى طنبت * جورا على سنن الطريق خيامه وتباذرت أعداؤه سطواته * كالليت يرهب نائيا إرزامه وترى إذا قابلته عن وجهه * كالبدر أشرق حين تم تمامه 35 حتى تذلل بعد لأي صعبه * وانقاد منبوذا إلي خطامه يهدى إلي على المغيب ثناؤه * وإذا حضرت أظلني إكرامه فمضى سليما من أذاة قوارصي * واستام ذمي بعده مستامه والآن يوقظني لنحت صفاته * من طال عن أخذ الحقوق نيامه ويسومني ولان خلوت فإنني * مقر وفي حنك العدو سمامه 40 فلبئسما منته مني خاليا * خطراته أو سولت أحلامه أما الطريف من الفخار فعندنا * ولنا من المجد التليد سنامه ولنا من البيت المحرم كلما * طافت به في موسم أقدامه ولنا الحطيم وزمزم وتراثها * نعم التراث عن الخليل مقامه ولنا المشاعر والمواقف والذي * تهدى إليه من منى انعامه 45 وبجدنا وبصنوه دحيت عن البيت * الحرام وزعزعت أصنامه وهما علينا أطلعا شمس الهدى * حتى استنار حلاله وحرامه وأبي الذي تبدو على رغم العدى * غرا محجلة لنا أيامه كالبدر يكسو الليل أثواب الضحى * والفجر شب على الظلام ضرامه وهو الذي لا يقتفي في موقف * أقدامه نكص به إقدامه 50 حتى كأن نجاته هي حتفه * وورائه مما يخاف أمامه ووقى الرسول على الفراش بنفسه * لما إراد حمامه أقوامه ثانيه في كل الأمور وحصنه * في النائبات وركنه ودعامه لله در بلائه ودفاعه * واليوم يغشى الدارعين قتامه وكأنما اجم العوالي غيله * وكأنما هو بينها ضرغامه 55 وترى الصريع دماؤه أكفانه * وحنوطه أحجاره ورغامه والموت من ماء الترائب ورده * ومن النفوس مزاده ومسامه
(٢٧٩)