ومن غفل جنى على نفسه وانقلب على ظهره وحسب غيه رشدا وغرته الأماني وأخذته الحسرة والندامة إذا قضى الامر وانكشف عنه الغطاء وبدا له ما لم يكن يحتسب ومن عتا عن امر الله شك ومن شك تعالى الله عليه فأذله بسلطانه وصغره بجلاله كما اغتر بربه الكريم وفرط في امره والغلو على أربع شعب على التعمق بالرأي والتنازع فيه والزيغ والشقاق فمن تعمق لم ينب (اي لم يرجع) إلى الحق ولم يزدد الا غرقا في الغمرات ولم ينحسر عنه فتنة الا غشيته أخرى وانخرق دينه فهو يهوى في أمر مريج ومن نازع في الرأي وخاصم شهر بالعثل (اي الحمق) من طول اللجاج ومن زاغ قبحت عنده الحسنة وحسنت عنده السيئة ومن شاق اعورت (أوعرت - خ ل) عليه طرقه (طرفه - خ ل) واعترض عليه أمره فضاق عليه مخرجه إذا لم يتبع سبيل المؤمنين والشك على أربع شعب على المرية والهوى والتردد و الاستسلام وهو قول الله عز وجل فبأي آلاء ربك تتمارى وفى رواية أخرى على المرية والهول (الهوى - خ ل) من (في - خ ل) الحق والتردد والاستسلام للجهل وأهله فمن هاله ما بين يديه نكص على عقبيه ومن امترى في الدين تردد في الريب وسبقه الأولون من المؤمنين وأدركه الآخرون ووطئه سنابك الشيطان ومن استسلم لهلكة الدنيا والآخرة هلك فيما بينهما ومن نجا من ذلك فمن فضل اليقين ولم يخلق الله خلقا أقل من اليقين والشبهة على أربع شعب اعجاب بالزينة وتسويل النفس وتأول العوج ولبس الحق بالباطل وذلك بأن الزينة تصدف عن البينة وأن تسويل النفس تقحم على الشهوة وأن العوج يميل بصاحبه ميلا عظيما وأن اللبس ظلمات بعضها فوق بعض فذلك الكفر ودعائمه وشعبه.
524 (56) كا 45 - ج 2 - أصول - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن بعض أصحابنا رفعه قال قال أمير المؤمنين عليه السلام لأنسبن الاسلام نسبة لم ينسبه أحد من قبلي ولا ينسبه أحد بعدي الا بمثل ذلك أن الاسلام هو التسليم والتسليم هو اليقين واليقين هو التصديق والتصديق هو الاقرار والاقرار هو العمل والعمل هو الأداء ان المؤمن لم يأخذ دينه عن رأيه ولكن أتاه من ربه فأخذه ان المؤمن يرى يقينه من