537 (69) وفيه 4 - حدثنا عباد بن سليمان عن سعد بن سعد عن محمد بن فضيل عن أبي الحسن عليه السلام في قوله تعالى ومن أضل الخ يعنى اتخذ دينه هواه بغير هدى من أئمة الهدى.
538 (70) المحاسن 209 - احمد ابن أبي عبد الله عن أبيه عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام في رسالته إلى أصحاب الرأي والقياس اما بعد فإنه من دعا غيره إلى دينه بالارتياء والمقائيس لم ينصف ولم يصب حظه لان المدعو إلى ذلك لا يخلو أيضا من الارتياء والمقائيس ومتى ما لم يكن بالداعي قوة في دعائه على المدعو لم يؤمن على الداعي ان يحتاج إلى المدعو بعد قليل لأنا قد رأينا المتعلم الطالب ربما كان فائقا لمعلم ولو بعد حين ورأينا المعلم الداعي ربما احتاج في رأيه إلى رأى من يدعو وفى ذلك تحير الجاهلون وشك المرتابون وظن الظانون ولو كان ذلك عند الله جائزا لم يبعث الله الرسل بما فيه الفصل ولم ينه عن الهزل ولم يعب الجهل.
ولكن الناس لما سفهوا الحق وغمطوا النعمة واستغنوا بجهلهم وتدابيرهم عن علم الله واكتفوا بذلك دون رسله والقوام بأمره وقالوا لا شئ الا ما أدركته عقولنا وعرفته ألبابنا فولاهم الله ما تولوا وأهملهم وخذلهم حتى صاروا عبدة أنفسهم حيث لا يعلمون ولو كان الله رضى منهم اجتهادهم وارتيائهم فيما ادعوا من ذلك ولم يبعث الله إليهم فاصلا لما بينهم ولا زاجرا عن وصفهم.
وانما استدللنا ان رضى الله غير ذلك ببعثه الرسل بالأمور القيمة الصحيحة والتحذير عن الأمور المشكلة المفسدة ثم جعلهم أبوابه وصراطه والادلاء عليه بالأمور محجوبة عن الرأي والقياس فمن طلب ما عند الله بقياس ورأى لم يزدد من الله الا بعدا ولم يبعث رسولا قط وان طال عمره قابلا من الناس خلاف ما جاء به حتى يكون متبوعا مرة وتابعا أخرى ولم ير أيضا فيما جاء به استعمل رأيا ولا مقياسا حتى يكون ذلك واضحا عنده كالوحي من الله وفى ذلك دليل لكل ذي لب وحجى ان