وبعد موته هل يستطيع أولئك أعداء الله ان يزعموا ان أحدا ممن أسلم مع محمد صلى الله عليه وآله اخذ بقوله ورأيه ومقائيسه فان قال نعم فقد كذب على الله وضل ضلالا بعيدا وان قال لا لم يكن لاحد ان يأخذ برأيه وهواه ومقائسيه فقد أقر بالحجة على نفسه وهو ممن يزعم أن الله يطاع ويتبع أمره بعد قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وقد قال الله تعالى وقوله الحق وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزى الله الشاكرين وذلك لتعلموا ان الله يطاع ويتبع امره في حياة محمد صلى الله عليه وآله وبعد قبض الله محمدا (ص) وكما لم يكن لاحد من الناس مع محمد صلى الله عليه وآله ان يأخذ بهواه ولا رأيه ولا مقائيسه خلافا لامر محمد صلى الله عليه وآله فكذلك لم يكن لاحد من الناس من بعد محمد صلى الله عليه وآله أن يأخذ بهواه ولا رأيه ولا مقائيسه (إلى أن قال عليه السلام) واعلموا ان ما أمر الله به أن تجتنبوه فقد حرمه واتبعوا آثار رسول الله صلى الله عليه وآله وسنته فخذوا بها ولا تتبعوا أهوائكم وآرائكم فتضلوا فان أضل الناس عند الله من اتبع هواه ورأيه بغير هدى من الله (إلى أن قال عليه السلام) وقد قال أبونا رسول الله صلى الله عليه وآله المداومة على العمل في اتباع الآثار والسنن وأن قل أرضى لله وانفع عنده في العاقبة من الاجتهاد في البدع واتباع الأهواء الا ان اتباع الأهواء واتباع البدع بغير هدى من الله ضلال وكل ضلالة بدعة وكل بدعة في النار الحديث.
499 (31) اختصاص المفيد 258 - إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام (قال - خ) انما مثل علي بن أبي طالب عليه السلام ومثلنا من بعده في هذه الأمة كمثل موسى النبي و العالم حيث لقيه واستنطقه وسئله الصحبة فكان من امرهما ما اقتصه الله لنبيه صلى الله عليه وآله في كتابه وذلك أن الله قال لموسى انى اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين ثم قال وكتبنا له في الألواح من كل شئ