5 - الكتاب العتيق الغروي: يروى عن عبد الله بن جعفر الحميري قال: كنت عند مولاي أبي محمد الحسن بن علي العسكري صلوات الله عليه إذ وردت إليه رقعة من الحبس من بعض مواليه يذكر فيها ثقل الحديد وسوء الحال وتحامل السلطان وكتب إليه، يا عبد الله إن الله عز وجل يمتحن عباده ليختبر صبرهم، فيثيبهم على ذلك ثواب الصالحين فعليك بالصبر، واكتب إلى الله عز وجل رقعة وأنفذها إلى مشهد الحسين بن علي صلوات الله عليه وارفعها عنده إلى الله عز وجل، وادفعها حيث لا يراك أحد واكتب في الرقعة:
إلى الله الملك الديان، المتحنن المنان، ذي الجلال والاكرام، وذي المنن العظام، والايادي الجسام، وعالم الخفيات، ومجيب الدعوات، وراحم العبرات الذي لا تشغله اللغات، ولا تحيره الأصوات، ولا تأخذه السنات، من عبده الذليل البائس الفقير، المسكين الضعيف المستجير، اللهم أنت السلام، ومنك السلام وإليك يرجع السلام، تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والاكرام، والمنن العظام والايادي الجسام، إلهي مسني وأهلي الضر، وأنت أرحم الراحمين، وأرأف الأرأفين، وأجود الأجودين، وأحكم الحاكمين، وأعدل الفاصلين.
اللهم إني قصدت بابك، ونزلت بفنائك واعتصمت بحبلك، واستغثت بك واستجرت بك، يا غياث المستغيثين أغثني، يا جار المستجيرين، أجرني، يا إله العالمين خذ بيدي، إنه قد علا الجبابرة في أرضك، وظهروا في بلادك، واتخذوا أهل دينك خولا، واستأثروا بفئ المسلمين، ومنعوا ذوي الحقوق حقوقهم التي جعلتها لهم، وصرفوها في الملاهي والمعازف واستصغروا آلاءك وكذبوا أولياءك وتسلطوا بجبريتهم ليعزوا من أذللت، ويذلوا من أعززت، واحتجبوا عمن يسألهم حاجة، أو من ينتجع منهم فائدة، وأنت مولاي سامع كل دعوة، وراحم كل عبرة ومقيل كل عثرة، سامع كل نجوى، وموضع كل شكوى، لا يخفى عليك ما في السماوات العلى، والأرضين السفلى، وما بينهما وما تحت الثرى.