وعيشا رغدا مريا وأعوذ بك من ضنك المعاش ومن شر كل ساع وواش وغلبة الأضداد والأوباش وكل قبيح باطن أو فاش وأعوذ بك من دعاء محجوب و رجاء مكذوب وحياء مسلوب واحتجاج مغلوب ورأي غير مصيب.
اللهم أنت المستعان والمستعاذ وعليك المعول وبك الملاذ (1) فأنلني لطائف مننك فإنك لطيف فلا تبتليني (2) بمحنك فاني ضعيف، وتولني بعطف تحننك يا رؤوف يامن آوى المنقطعين إليه وأغنى المتوكلين عليه، جد بغناك عن فاقتي ولا تحملني فوق طاقتي.
اللهم اجعلني من الذين جدوا في قصدك فلم ينكلوا وسلكوا الطريق إليك فلم يعدلوا واعتمدوا عليك في الوصول حتى وصلوا فرويت قلوبهم من محبتك وآنست نفوسهم بمعرفتك فلم يقطعهم عنك قاطع ولا منعهم عن بلوغ ما أملوه لديك مانع فهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون ولا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون.
اللهم لك قلبي ولساني، وبك نجاتي وأماني، وأنت العالم بسري وإعلاني فأمت قلبي عن البغضاء، واصمت لساني عن الفحشاء، وأخلص سريرتي عن علائق الأهواء، واكفني بأمانك عن عوائق الضراء، واجعل سري معقودا على مراقبتك وإعلاني موافقا لطاعتك، وهب لي جسما روحانيا، وقلبا سماويا، وهمة متصلة بك، ويقينا صادقا في حبك، وألهمني من محامدك أمدحها، وهب لي من فوائدك أسمحها. إنك ولي الحمد، والمستولي على المجد.
يا من لا ينقص ملكوته عصيان المتمردين، ولا يزيد جبروته إيمان الموحدين، إليك أستشفع بقديم كرمك، أن لا تسلبني ما منحتني من جسيم نعمك واصرفني بحسن نظرك لي عن ورطة المهالك، وعرفني بجميل اختيارك لي منجيات المسالك.
يا من قربت رحمته من المحسنين، وأوجب عفوه للأوابين، بلغنا برحمتك