جعلت الحمد من خاصتك، ورضيت بالحمد من عبادك، وفتحت (1) بالحمد كتابك، وختمت بالحمد قضاءك، ولم يعدل إلى غيرك ولم يقصر الحمد دونك، فلا مدفع للحمد عنك ولا مستقر للحمد إلا عندك، ولا ينبغي الحمد إلا لك.
حمدا، عدد ما أنشأت وملء ما ذرأت وعدد ما حمدك به جميع خلقك، و كما رضيت به لنفسك ورضيت به عمن حمدك، وكما حمدت نفسك واستحمدت إلى خلقك، وكما رضيت لنفسك وحمدك جميع ملائكتك يا أرحم الراحمين.
حمدا يكون أرضى الحمد لك، وأكثر الحمد عندك، وأطيبه لديك حمدا يكون أحب الحمد إليك وأشرف الحمد عندك، وأسرع الحمد إليك.
حمدا عدد كل شئ خلقته، وملء كل شئ خلقته، ووزن كل شئ خلقته ولك الحمد مثله ومعه أضعافا مضاعفة، كل ضعف منه عدد كل شئ أحاط به علمك وملء كل شئ أحاط به علمك، وزنة كل شئ أحاط به علمك، يا ذا العلم العليم والملك القديم، والشرف العظيم، والوجه الكريم.
حمدا دائما يدوم ما دام سلطانك، ويدوم ما دام وجهك، ويدوم ما دامت جنتك، ويدوم ما دامت نعمتك، ويدوم ما دامت رحمتك، حمدا مداد الحمد و غايته ومعدنه ومنتهاه وقراره ومأواه، حمدا مداد كلماتك وزنة عرشك وسعة رحمتك وزنة كرسيك ورضى نفسك وملء برك وبحرك، وحمدا سعة علمك ومنتهاه وعدد خلقك ومقدار عظمتك وكنه قدرتك ومبلغ مدحتك.
حمدا يفضل المحامد كفضلك على جميع خلقك، وحمدا عدد خفقان أجنحة الطير في الهواء، وعدد نجوم السماء والدنيا منذ كانت، وإذ عرشك على الماء حين لا أرض ولا سماء، وحمدا يصعد ولا ينفد يبلغك أوله ولا ينقطع آخره حمدا سرمدا لا يحصى عددا ولا ينقطع أبدا حمدا كما تقول وفوق ما نقول، حمدا كثيرا نافعا طيبا واسعا مباركا فيه حمدا يزداد كثرة وطيبا.
اللهم صل على محمد وآل محمد، وبارك على محمد وآل محمد، وترحم على محمد