رأيناك، وسكنا إذا ذكرناك، فأي الخيرات لم تفعل، وأي الصالحات لم تعمل ولو أن الامر الذي نخاف عليك منه يبلغ تحويله جهدنا (1) وتقوى لمدافعته طاقتنا، أو يجوز الفداء عنك منه بأنفسنا، وبمن نفديه بالنفوس من أبنائنا، لقدمنا أنفسنا وأبناءنا قبلك، ولاخطرناها (2) وقل خطرها دونك، ولقمنا بجهدنا في محاولة من حاولك، وفي مدافعة من ناواك (3) ولكنه سلطان لا يحاول، وعز لا يزاول (4) ورب لا يغالب، فإن يمنن علينا بعافيتك، ويترحم علينا ببقائك، و يتحنن علينا بتفريج (5) هذا من حالك إلى سلامة منك لنا، وبقاء منك بين أظهرنا نحدث لله عز وجل بذلك شكرا نعظمه، وذكرا نديمه (6) ونقسم أنصاف أموالنا صدقات، وأنصاف رقيقنا عتقاء (7) ونحدث له تواضعا في أنفسنا، ونخشع في جميع أمورنا، وأن يمض بك إلى الجنان، ويجري عليك حتم سبيله، فغير متهم فيك قضاؤه، ولا مدفوع عنك بلاؤه، ولا مختلفة مع ذلك قلوبنا بأن اختياره لك ما عنده على ما كنت فيه، ولكنا نبكي من غير إثم لعز هذا السلطان أن يعود ذليلا (8)
(٣٦٢)