بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧٤ - الصفحة ٣٦٢
رأيناك، وسكنا إذا ذكرناك، فأي الخيرات لم تفعل، وأي الصالحات لم تعمل ولو أن الامر الذي نخاف عليك منه يبلغ تحويله جهدنا (1) وتقوى لمدافعته طاقتنا، أو يجوز الفداء عنك منه بأنفسنا، وبمن نفديه بالنفوس من أبنائنا، لقدمنا أنفسنا وأبناءنا قبلك، ولاخطرناها (2) وقل خطرها دونك، ولقمنا بجهدنا في محاولة من حاولك، وفي مدافعة من ناواك (3) ولكنه سلطان لا يحاول، وعز لا يزاول (4) ورب لا يغالب، فإن يمنن علينا بعافيتك، ويترحم علينا ببقائك، و يتحنن علينا بتفريج (5) هذا من حالك إلى سلامة منك لنا، وبقاء منك بين أظهرنا نحدث لله عز وجل بذلك شكرا نعظمه، وذكرا نديمه (6) ونقسم أنصاف أموالنا صدقات، وأنصاف رقيقنا عتقاء (7) ونحدث له تواضعا في أنفسنا، ونخشع في جميع أمورنا، وأن يمض بك إلى الجنان، ويجري عليك حتم سبيله، فغير متهم فيك قضاؤه، ولا مدفوع عنك بلاؤه، ولا مختلفة مع ذلك قلوبنا بأن اختياره لك ما عنده على ما كنت فيه، ولكنا نبكي من غير إثم لعز هذا السلطان أن يعود ذليلا (8)

(1) في بعض نسخ المصدر " تحريكه جهدنا " أي تغييره وصرفه.
(2) أي جعلناها في معرض المخاطرة والهلاك أو صيرناها خطرا ورهنا وعوضا لك قال الجزري: فيه " الأهل مشمر للجنة فان الجنة لا خطر لها " أي لا عوض لها ولا مثل. والخطر - بالتحريك - في الأصل: الرهن وما يخاطر عليه ومثل الشئ وعدله ولا يقال الا في الشئ الذي له قدر ومزية.
(3) " حاولك " أي قصدك. و " ناواك " أي عاداك. وقوله: " ولكنه " أي الرب تعالى.
(4) أي ذو عز وغلبة. وزاوله أي حاوله وطالبه.
(5) في بعض نسخ المصدر " بتصريح ".
(6) الضميران راجعان إلى الشكر والذكر.
(7) الرقيق: المملوك.
(8) في أكثر نسخ المصدر " لعز هذا السلطان " فقوله " لعز " متعلق بالبكاء و " أن يعود " بدل اشتمال له أي نبكى لتبدل عز هذا السلطان ذلا. وفى بعض نسخ المصدر " لعن الله هذا السلطان " أي هذه السلطنة التي لا تكون صاحبها.
(٣٦٢)
مفاتيح البحث: الجواز (1)، الشكر (1)، الرهان (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 357 358 359 360 361 362 363 364 365 366 367 ... » »»
الفهرست