وكثيرها قليلها، نعم معقلة وأخرى مهملة قد أضلت عقولها (1) وركبت مجهولها سروح عاهة في داروعث (2) ليس لها راع يقيمها، ألعبتهم الدنيا فلعبوا بها، ونسوا ما وراءها، رويدا حتى يسفر الظلام (3) كان ورب الكعبة يوشك من أسرع أن يلحق.
واعلم أن كل من كانت مطيته الليل والنهار (4) فإنه يسار به وإن كان لا يسير، أبى الله إلا خراب الدنيا وعمارة الآخرة.
يا بني فإن تزهد فيما زهدتك فيه وتعزف نفسك عنها (5) فهي أهل ذلك، وإن كنت غير قابل نصيحتي إياك فيها فاعلم يقينا أنك لن تبلغ أملك ولا تعدو أجلك فإنك في سبيل من كان قبلك فخفض (6) في الطلب، وأجمل في المكتسب فإنه رب طلب قد جر إلى حرب (7) وليس كل طالب بناج، وكل مجمل بمحتاج، وأكرم