بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧٤ - الصفحة ٢٠٥
عليه في المسألة يفتح لك أبواب الرحمة، لا يقنطك إن أبطأت عليك الإجابة فإن العطية على قدر المسألة، وربما أخرت عنك الإجابة ليكون أطول للمسألة وأجزل للعطية، ربما سألت الشئ فلم تؤتاه وأوتيت خيرا منه عاجلا أو آجلا أو صرت إلى ما هو خير لك، فلرب أمر قد طلبته وفيه هلاك دينك ودنياك لو أوتيته، ولتكن مسألتك فيما يعنيك مما يبقى لك جماله وينفى عنك وباله، والمال لا يبقى لك ولا تبقى له، فإنه يوشك أن ترى عاقبة أمرك حسنا أو سيئا أو يعفو العفو الكريم.
واعلم يا بني إنك إنما خلقت للآخرة لا للدنيا، وللفناء لا للبقاء، وللموت لا للحياة، وأنك في منزل قلعة، ودار بلغة (1) وطريق إلى الآخرة، وأنك طريد الموت الذي لا ينجو هاربه، ولابد أنه مدركك يوما، فكن منه على حذر أن يدركك على حال سيئة قد كنت تحدث نفسك منها بالتوبة فيحول بينك وبين ذلك، فإذا أنت قد أهلكت نفسك.
يا بني أكثر من ذكر الموت وذكر ما تهجم عليه وتفضي بعد الموت إليه واجعله أمامك حيث [تراه حتى] يأتيك وقد أخذت منه حذرك وشددت له أزرك، و لا يأتيك بغتة فيبهرك (2) ولا يأخذك على غرتك، وأكثر ذكر الآخرة وما فيها من النعيم والعذاب الأليم، فإن ذلك يزهدك في الدنيا ويصغرها عندك.
وإياك أن تغتر بما ترى من إخلاد أهلها وتكالبهم عليها (3) وقد نبأك الله جل جلاله عنها ونعت إليك نفسها وتكشفت لك عن مساويها، فإنما أهلها كلاب عاوية وسباع ضارية يهر بعضها بعضا (4) ويأكل عزيزها ذليلها [ويقهر كبيرها صغيرها]

(1) القلعة - بالضم فالسكون - أي لا يصلح للاستيطان والإقامة، يقال منزل قلعة أي لا يملك لنازله، ويقلع عنه ولا يدرى متى ينتقل عنه. والبلغة: ما يبلغ به من العيش والمراد أنها دار تؤخذ فيها الكفاية للآخرة.
(2) أي يغلبك.
(3) التكالب: التواثب أي شدة حرصهم عليها.
(4) ضارية أي مولعة بالافتراس: ويهر أي يكره أن ينظر بعضها بعضا ويمقت.
(٢٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * خطبة الكتاب * * أبواب المواعظ والحكم * * الباب الأول * مواعظ الله عز وجل في القرآن المجيد، وفيه: آيات فقط ذيل الصفحات تفسير بعض الآيات 1
3 * الباب الثاني * مواعظ الله عز وجل في سائر الكتب السماوي وفى الحديث القدسي وفى مواعظ... 18
4 فيما أوحى الله تعالى إلى نبي من أنبيائه إذا أصبحت... 18
5 فيما أهداه الله تعالى إلى نبيه صلى الله عليه وآله 20
6 فيما سأله النبي صلى الله عليه وآله عن الله عز وجل في ليلة المعراج 21
7 فيما قال الله تبارك وتعالى لموسى عليه السلام في مناجاته 31
8 فيما كان في الزبور من الحكم والمواعظ والنصايح 39
9 فيما كان في التوراة والزبور والإنجيل 42
10 * الباب الثالث * ما أوصى رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أمير المؤمنين (ع)... 44
11 * الباب الرابع * ما أوصى رسول الله (ص) إلى أبي ذر رحمه الله... 70
12 في عدد النبيين عليهم السلام والمرسلين منهم والصحايف والكتب السماوية 71
13 * الباب الخامس * وصية النبي (ص) إلى عبد الله بن مسعود 92
14 في حياة: نوح، وداود وسليمان وإبراهيم الخليل ويحيى وعيسى عليهم السلام... 94
15 في الملاحم 96
16 * الباب السادس * جوامع وصايا رسول الله (ص) ومواعظه وحكمه 110
17 اعبد الناس وأزهدهم واتقيهم وأعدلهم و... 111
18 في الشهور وأشهر الحرم 117
19 فيما أوصى به رسول الله صلى الله عليه وآله معاذ بن جبل وترجمته 126
20 الخطبة التي خطبها رسول الله صلى الله عليه وآله لما أراد الخروج إلى تبوك 133
21 بحث وتحقيق حول المؤلف: كتاب الإمامة والتبصرة 136
22 * الباب السابع * ما جمع من مفردات كلمات الرسول (ص) وجوامع كلمه 137
23 بحث حول قوله صلى الله عليه وآله: قيدوا العلم بالكتاب 139
24 مثل المؤمن 142
25 كلماته صلى الله عليه وآله في حسن الخلق 148
26 في قوله صلى الله عليه وآله: رفع عن أمتي تسع 153
27 أربعون حديثا رواها ابن ودعان 175
28 فيما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله لقيس بن عاصم 175
29 في مدح الدنيا 178
30 في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: يكون أمتي في الدنيا على ثلاثة أطباق 184
31 فيما كتبه عبد الله النجاشي إلى الصادق عليه السلام وجوابه عليه السلام له 189
32 فيما قاله علي عليه السلام للدنيا حيث تمثلت له 195
33 * الباب الثامن * وصية أمير المؤمنين لابنه الحسن (ع) والى ابنه محمد بن الحنفية 196
34 فيما رواه السيد بن طاووس رحمه الله، وذيل الصفحة شرح اللغات 196
35 فيما رواه صاحب التحف 216
36 فيما أوصى به علي عليه السلام ابنه الحسن عليه السلام 234
37 * الباب التاسع * وصية أمير المؤمنين صلوات الله عليه للحسين (ع) 236
38 في الفكرة والعافية 237
39 * الباب العاشر * عهد أمير المؤمنين (ع) إلى الأشتر حين ولاه مصر 240
40 في بيان روابط الوالي مع الرعية 240
41 في بيان طبقات الناس والرعية وأنها سبع 246
42 بيان ما يتصف به الجندي وأنه سبعة 246
43 في أن أفضل قرة عين الولاة استقامة العدل في البلاد 248
44 في تحقيق العمال وتفقد أمر الخراج 252
45 في تحقيق حال الكتاب 254
46 وصيته عليه السلام بالتجار وذوي الصناعات 256
47 في التوصيات الأخلاقية بالنسبة إلى الوالي نفسه 261
48 * الباب الحادي عشر * وصيته عليه السلام لكميل بن زياد النخعي 266
49 * الباب الثاني عشر * كتاب كتبه عليه السلام لدار شريح، وفيه: حديث 277
50 * الباب الثالث عشر * تفسيره عليه السلام كلام الناقوس 279
51 * الباب الرابع عشر * خطبه صلوات الله عليه المعروفة 280
52 خطبة الوسيلة 280
53 إن في الانسان عشر خصال 283
54 في قلب الانسان 284
55 في الموعظة 286
56 خطبته عليه السلام المعروفة بالديباج 289
57 في الكذب والحسد 292
58 خطبته عليه السلام ويعرف بالبالغة 295
59 خطبته عليه السلام في مدح الرسول صلى الله عليه وآله وسلم 297
60 خطبة أخرى له عليه السلام في صلاح الرسول (ص) والأئمة عليهم السلام 298
61 الخطبة التي خطبها عليه السلام في توحيد الله 300
62 في صفة خلق آدم عليه السلام 302
63 خطبة أخرى له عليه السلام 304
64 خطبة أخرى له عليه السلام في التوحيد وتجمع هذه الخطبة من أصول العلم 310
65 في تقدير الله وتدبيره وصفة السماء 319
66 بيانه عليه السلام في صفة الملائكة عليهم السلام 320
67 بيانه عليه السلام في صفة الأرض ودحوها على الماء 324
68 الخطبة التي خطبها عليه السلام بعد انصرافه من صفين 331
69 ومن خطبه عليه السلام، يوبخ أهل الكوفة 337
70 الخطبة التي خطبها عليه السلام وليس فيها حرف الألف 340
71 خطبة أخرى له عليه السلام في تأسفه على ما سيحدث 343
72 خطبته عليه السلام في الموعظة 347
73 خطبة له عليه السلام في الوصية بتقوى الله تعالى في يوم الجمعة 350
74 خطبته عليه السلام في الصفين 353
75 خطبته عليه السلام في معاتبة طالبي التفضيل في قسمة الأموال والعطاء 363
76 خطبة أخرى له عليه السلام في بعثة النبي (ص) وإنذاره بما يأتي من زمان السوء 365
77 بيان له عليه السلام في القبر وأهوال القيامة 371
78 خطبته عليه السلام في الانتباه عن الغفلة والتوصية بالتقوى 373
79 * الباب الخامس عشر * مواعظ أمير المؤمنين عليه السلام وخطبه أيضا وحكمه 376
80 فيما كتب الفقهاء والحكماء 379
81 الخطبة التي خطبها عليه السلام بعد موت النبي صلى الله عليه وآله بتسعة أيام 380
82 فيما رواه عبد العظيم الحسني عليه السلام عن الرضا عليه السلام 383
83 في كتاب كتبه علي عليه السلام إلى محمد بن أبي بكر لما ولاه مصر 385
84 بيانه عليه السلام في ذم الدنيا وإشارة إلى حاله وما فعل بعقيل 392
85 في وصيته عليه السلام لابنه محمد الحنفية 396
86 في قوله عليه السلام: عشرة يفتنون أنفسهم وغيرهم 400
87 من حكمه عليه السلام وترغيبه وترهيبه ووعظه 406
88 موعظته عليه السلام ووصفه المقصرين 410
89 وصيته عليه السلام لكميل بن زياد عليه وعلينا الرحمة 412
90 كلامه عليه السلام في الحكمة والموعظة 418
91 كلمات قصاره عليه السلام 419
92 من خطبة له عليه السلام تعرف بالغراء 423
93 من كلامه عليه السلام بعد تلاوة " ألهاكم التكاثر " 432